ارتفعت هامات الماشية في عيد الأضحى هذا العام مزهوة بارتفاع ثمنها، فقل من استطاع أن يصل إليها ليقدمها قربانا لله، شكرا على نعمائه، بعد أن زاد سعر الضأن في بعض مناطق المملكة على ألفي ريال، حتى أحس غالبية محدودي الدخل بالعجز أمام أسرهم، فلاح لهم "سوبر مان" كوبون الأضاحي ليهدئ من روعهم، خشية أن يمر العيد عليهم من دون تضحية.

ومما زاد من انفراج الأزمة تعدد الجهات الرسمية التي تصدر هذا الكوبون، مقابل مبلغ مالي يعتبر مناسبا للجميع، حيث يزيد أو ينقص قليلا عن 500 ريال، كالندوة العالمية للشباب الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية وهيئة الإغاثة العالمية.

وكان لمنطقة مكة المكرمة النصيب الأوفر من ذلك المشروع الذي يعد رسول سلام ومحبة من الأغنياء للفقراء الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، إذ أشار نائب المشرف العام للبرامج الخارجية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور محمد سعيد الغامدي إلى توزيع ما يقرب من 14 ألف أضحية ساهم بقيمتها المحسنون وأهل الخير في منطقة مكة المكرمة.

وأوضح الغامدي أنه تم توزيع 7 آلاف أضحية على الأسر الفقيرة في مدينة جدة وضواحيها خلال أيام العيد الثلاثة الماضية، وذلك من خلال شبكة من الاتصالات مكونة من أئمة المساجد داخل أحياء جدة والجمعيات الخيرية وعمد الأحياء.

ولم يقتصر دور كوبون الأضاحي في إيصال رسالته السامية إلى داخل المملكة بل امتد لخارجها، مما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما للإشارة إليه ضمنا في رسالته إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة عيد الأضحى، ومما قاله:" سيقضي المسلمون حول العالم هذا العيد في التفكير في علاقتهم بالله، وإحياء ذكرى استعداد نبي الله إبراهيم للتضحية بابنه، وذلك من خلال تبرعهم بالأضاحي للفقراء".

من جهته، أشار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد إلى الإقبال المتزايد من حجاج بيت الله الحرام على شراء سندات الهدي والأضاحي هذا العام، مشيرا إلى وصول عددها حتى أمس إلى 966 ألف رأس من الأغنام، لافتا إلى أنه سيتم توزيعها وإيصالها لمستحقيها من فقراء الحرم عبر أكثر من 330 جمعية خيرية داخل المملكة وكذلك في 27 دولة في مختلف أنحاء العالم.

من جانبه، أوضح الأمين العام لهيئة الإغاثة العالمية الدكتور عدنان بن خليل باشا أن الهيئة نفذت مشروع كبش العيد هذا العام لخدمة الفقراء خارج المملكة في 18 دولة من دول قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، مبينا أنه سيلبي احتياجات 86 ألفا و500 أسرة من الأسر الفقيرة في تلك الدول بإشراف مباشر من وفود كونتها الهيئة لتنفيذ المشروع على الطبيعة والتأكد من وصول منافعه لكافة الفقراء والمساكين.

وأشار في تصريح إلى "الوطن" إلى استفادة أكثر من 72 ألف أسرة في دول مختلفة من العالم من المشروع خلال هذا العام، كباكستان والصومال وكينيا ولبنان وأوغندا وسريلانكا ونيجيريا وبنجلاديش وملاوي وزيمبابوي والبوسنة وموزمبيق وجنوب أفريقيا وبنين وتشاد وكوسوفا والأردن وليستو.