شهدت الأزمة السورية أمس تطورا جديداً بعد أن منع أفراد من الجالية السورية المقيمة في القاهرة ممثلي "الهيئة الوطنية للتغيير" والمقيمة في دمشق من دخول مقر الجامعة العربية للقاء أمينها العام نبيل العربي، إلا أن رئيس الهيئة حسن عبدالعظيم تسلل ودخل إلى المقر واجتمع مع العربي بمفرده. واتهمت المعارضة السورية في القاهرة أعضاء وفد "هيئات تنسيقيات الثورة السورية" بأنهم "موالون لنظام بشار الأسد". واضطر باقي أعضاء الوفد للانصراف بعد أن تعرضوا للرشق بالبيض والطماطم من جانب المتظاهرين السوريين المعتصمين أمام مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. ورفض عبدالعظيم عقب لقائه بالعربي، اتهامات المعارضة السورية لوفده بأنه يمثل معارضة مهادنة للنظام تقوم بدور "المحلل". وقال إن "سبب الهجوم الذي نتعرض له من معارضة الخارج أن معارضة الداخل ترفض التدخل الأجنبي". وأضاف "لقد طلبنا من الجامعة العربية ألا تعطي مهلة جديدة للنظام يضاعف فيها القمع والقتل، ويجب أن توفر الجامعة العربية آليات عمل للحماية من خلال إرسال مراقبين وفتح المجال لمنظمات حقوقية وإنسانية ووسائل الإعلام لتزور سورية لتعرف أن هذه الثورة سلمية".
من جانبه قال العربي في مؤتمر صحفي عقب اللقاء "إن الاجتماع الوزاري العربي المرتقب السبت المقبل سيعرض عليه تقييم لتنفيذ الحكومة السورية للخطة العربية وهي مسؤولة أمام الاجتماع الوزاري". وأشار إلى أن لقاءاته مع المعارضة "سواء في الداخل أو الخارج هي تنفيذ للخطة العربية"، معربا عن أسفه لتعرض وفد المعارضة في الداخل للهجوم، ورافضا القول إن الخطة العربية فشلت. وذكر العربي "أن أي اقتراح من قبل أي دولة عربية سيحظى بالأغلبية ستتم الموافقة عليه"، مؤكدا أن "باب الجامعة العربية مفتوح لأي سوري". وأضاف أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم يطالب فيها أن تبدي الجامعة رأيا في التدخل الأميركي في الشؤون السورية "إلا أني أرى أن الولايات المتحدة ليست عضوا في الجامعة العربية.. وتقول ما تشاء وليس لنا دخل في هذا .. ما يعنينا هو تنفيذ خطة العمل العربية".
وفي المقابل، اعتبر المتحدث باسم الجالية السورية في القاهرة الناشط محمد مأمون الحمصي تصرف المتظاهرين السوريين مع وفد الهيئة التنسيقية بأنه "كان عفويا من الشباب الذين يرون إخوانهم يقتلون يوميا على أيدي النظام السوري في الداخل". وأضاف أن "هذا الوفد الذي جاء من الداخل السوري وهو يرتدي ثياب المعارضة، لا يمثل المعارضة ولا الثورة وإنما يعمل لصالح النظام ويأتمر بأوامره". واتهم الحمصي المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه يمثل أحد الأجهزة المساعدة للمخابرات السورية وأن الأرقام التي يصدرها حول أعداد القتلى في صفوف الشعب السوري "مغلوطة وبعيدة عن الحقيقة". وسخر الحمصي من آخر إحصائية أصدرها المرصد التي قال فيها إن عدد القتلى بلغ منذ اندلاع الاحتجاجات 3500 شخص، قائلاً إن "العدد الحقيقي للضحايا حتى الآن يبلغ 20 ألف قتيل.
من جهته قال أسعد الشامي ممثل هيئة تنسيقيات الثورة السورية في مصر إن "هذا الوفد لا يمثل الثورة السورية، وقد مروا على سلطات دمشق قبل أن يأتوا ليحصلوا على التعليمات من النظام وهدفهم تمييع الثورة".
ميدانيا قتل 11 مدنيا بينهم طفلة في سورية أمس برصاص قوات الأمن. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن "مواطنين استشهدا متأثرين بجروح أصيبا بها في حي الخالدية وشارع القاهرة بحمص برصاص الأمن والشبيحة". وأضاف أن "ثلاثة مواطنين بينهم طفل قتلوا في محافظة درعا إثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة انخل فيما قتل رجل في حي برزة برصاص الأمن. كما قتل خمسة آخرون أثناء تشييع جنازة في حي برزة".