أعادت حالة الزخم التي تشهدها ليلاً المسطحات الخضراء والحدائق ومضامير المشاة في كافة مدن وقرى الأحساء, إلى الأذهان المقولة الشهيرة "نهارإسطنبول وليالي هجر", خاصة مع اعتدال درجات الحرارة مساءً، والتي تتراوح بين 20 و27 درجة مئوية.

يقول الباحث في الشؤون التراثية والثقافية المهندس عبد الله بن عبدالمحسن الشايب إن المقولة الشهيرة "نهارإسطنبول وليالي هجر", لم تطلق جزافا من قبل المتصرف "التركي" حين كان يقضي أمسياته في عين نجم في مدينة المبرز في الأحساء, (هجر: هي حاضرة الأحساء في الوقت الحالي).

وأضاف أن الأحسائيين يتواترون تلك المقولة، وهي تمثل حالة غبطة فيما يتعلق بالجذرالتاريخي لهذه المنطقة العريقة، مؤكداً أن الأحساء حالياً تعيش بواحتها الغناء وأطرافها الصحراوية وشواطئها الجميلة في العقير وسلوى ورأس أبو قميص، لياليَ ربيعية، فضلا عن أن الأشجار قد اخضرت أوراقها مستفيدة من انقضاء مرحلة صيف شديدة.

وأضاف أن واحة الأحساء بنخيلها وضواحيها تحلو لياليها بالمزارع أو طلعة الخلاء ويتنفس المواطنون عبق الأجواء, وتكثر رحلاتهم وسهراتهم إلى وقت متأخر من الليل، خاصة مع قدوم الإجازة، ويكون عنصر الشواء هو السائد، لافتاً إلى أن الأحسائيين اعتادوا دعوات الأصدقاء من الأحساء ومن خارجها، لكونها محطة جاذبة ووجهة سياحية.

وقال المقيم المصري محمد علي يوسف إنه يحرص هو ومجموعة من الأصدقاء على التنزه في المسطحات الخضراء، كما يحرص على اصطحاب زملائه في السكن للسهر على المسطحات الخضراء، دون مضايقة للعائلات، ويقضون حتى ساعات متأخرة من الليل أوقاتهم ما بين الجلوس والحديث مع بعضهم ومناقشة "الهموم" اليومية، أو مشيا ذهابا ورواحا على الرصيف الممتد بمحاذاة المسطح الأخضر.

وأشار إلى أن أكثرهذه التجمعات تنتشر في المسطحات الخضراء والحدائق العامة، حيث تستحسن بعض العائلات، هذه المواقع، فتتخحذ منها مكانا للالتقاء والسهر في جو عائلي مميز.

وقال محمد الدوسري (أحد السكان المجاورين لحديقة الأوقاف) إنه يعتبر هو وعائلته الحديقة المتنفس القريب لهم طوال أيام الأسبوع منذ افتتاحها قبل عدة شهور،وأنهم يزورونها كلما سنحت لهم الفرصة والظروف الجوية، للجلوس وتبادل أطراف الحديث، وتناول وجبة العشاء، ومشاركة الأطفال في ألعابهم الترفيهية، حيث يفضلون الاستمتاع باللعب على الحديقة وتناول المرطبات.

ويضيف عبدالمنعم الطويل "اعتدت كل يوم على الحضور إلى مضمارالمشي المحاذي لهيئة الري والصرف، حتى أصبح ذلك أشبه بالإدمان، فالهدوء يشجع قدوم الكثير من الشباب والعائلات إلى هذا المضمار، مضيفاً أنه يمكث في المضمار لفترة طويلة دون الشعور بالملل.

وقال إن المضمار يستقطب هذه الأيام العديد من المواطنين والمقيمين، طلبا للراحة والتسلية والترفيه عن النفس، وهروبا من الرتابة اليومية.