بدأت المعارضة السورية تحركا واسعا لدفع جامعة الدول العربية إلى تبني موقف قوي ضد نظام الرئيس بشار الأسـد، بعدما وصل عدد قتلى الأحداث منذ منتصف مارس الماضي إلى 3500، حسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان إنه "بدأ تحركا سياسيا واسعا بهدف حـث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للأوضاع داخل سورية، وخاصة في مدينة حمص" التي تحاصرها القوات السورية.
وأفاد المجلس بأن وفداً من مكتبه التنفيذي سيزورالجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت المقبل، لنقل "مطالب الشعب السوري"، ومن بينها "تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية" و"فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الأعضاء على النظام السوري" و"نقل ملف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية". وفي واشـنطن، اتفق محللون أميركيون على أن الموقف في سورية في اللحظة الراهنة "لا يحمل بوادر حل عاجل يوقف حمام الدم هناك".
أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن أعمال القمع في سورية أوقعت أكثر من 3500 قتيل، فيما أكد محللون أميركيون أن الموقف يتجه إلى عقدة صعبة الحل، في ظل تصاعد العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام ضد المحتجين والمدنيين.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان رافينا شامداساني خلال مؤتمر صحفي عقدته في فيينا أمس إن "القمع الوحشي للمتظاهرين في سورية أودى بحياة أكثر من 3500 شخص حتى الآن". وأضافت أن "أكثر من 60 شخصا قتلوا من قبل العسكريين وقوات الأمن بينهم 19 أول أيام عيد الأضحى وذلك منذ قبول دمشق في الثاني من نوفمبر خطة عربية يفترض أن تنهي العنف". وتابعت أن "الحكومة السورية أعلنت الإفراج عن 550 شخصا السبت الماضي بمناسبة العيد لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الأشخاص يتم توقيفهم كل يوم". وأكدت المتحدثة أن القوات السورية ما زالت تستخدم الدبابات والمدفعية الثقيلة لمهاجمة أحياء سكنية في مدينة حمص. وأضافت "أنه أمر مخيب للآمال".
وفي واشنطن، اتفق محللون أميركيون على أن الموقف في سورية في اللحظة الراهنة "لا يحمل بوادر حل عاجل يمكن أن يسفرعن وقف حمام الدم هناك". وقال الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية أنتوني كوردسمان إن نزوع النظام إلى استخدام جرعات متزايدة من العنف قد يدفع بالمحتجين إلى البحث عن أسلحة للرد بالمثل لاسيما أن الحلول العربية والدولية تبدو وكأنها تتجه إلى طريق مسدود. وأضاف "إذا أصدرت الجامعة العربية قرارا يحمل دمشق مسؤولية فشل مبادرتها الأخيرة فإن ذلك يمكن أن يضع روسيا والصين في مأزق ومن ثم يحول بينهما وبين استخدام الفيتو في مجلس الأمن لوقف قرار قاس بتوقيع عقوبات شاملة ضد سورية".
وقال بيتر هارلنج الباحث في مجموعة الأزمات الدولية إن مبادرة الجامعة العربية الأخيرة لم تضع أية آليات لمراقبة التزام النظام السوري بوقف أعمال العنف. وتابع "على الرغم من أن المبادرة كانت متزنة للغاية حتى ظن البعض أنها جاءت على هذا النحو لمراعاة حساسيات النظام السوري فإن دمشق لم تلتزم بها من الوجهة العملية. وأضاف "لا يبدو أننا نوشك أن نرى انفراجا في الموقف".
"سنزيد الضغط بالتعاون مع الجامعة العربية إذا لم يوقف نظام الأسد العنف ضد شعبه".
أمنيا، قتل 12 شخصا أمس في أنحاء متفرقة من سورية في يوم دام جديد، بينهم 8 من عناصر الجيش والأمن. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان "قتل ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري إثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد أنهم منشقون عن الجيش جنوب مدينة معرة النعمان بإدلب". إلى ذلك أعلن المجلس الوطني السوري المعارض في بيان أنه بدأ "تحركا واسعا" لدفع جامعة الدول العربية إلى تبني "موقف قوي" ضد النظام السوري في ظل استمرارالعمليات العسكرية في عدد من المدن.
من جهته قال مفتي سورية أحمد بدر الدين حسون في مقابلة مع مجلة "درشبيجل" الألمانية إنه لا يستبعد استقالة الرئيس السوري "بعد أن يبدأ في اتخاذ خطوات إصلاحية بشكل تدريجي.