على مدى التاريخ كان الألمان يقدمون كرة واقعية، قوية، منظمة، وإن كانت خالية من الإبداع والجمالية حتى استحقوا عن جدارة لقب الماكينات التي تعمل بلا كلل ولا تعب، ولكن برتابة شديدة.
لكن المنتخب الألماني في المونديال الحالي يبدو مغايراً، دون أن يكون ذلك التغيير ثورياً، فقد حافظ على هويته التي لا تعرف اليأس، ولا تعلن الاستسلام مهما كانت الظروف حالكة، لكنه أضاف إلى تلك الهوية ملامح جديدة عنوانها "الحركة والسرعة"، وذلك في إطار فلسفة ابتدعها المدرب الحالي يواكيم لوف، مازجاً فيها بين المهارة التي توفرها عناصر مثل باستيان شفايتنشيجر ومسعود أوزيل وبين القوة التي يشكلها البقية أمثال ميلاوسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي.
وتبدو الإضافة التي قدمها لوف منطقية وواقعية، فلم يجرد منتخبه من كل عناصر قوته التي تكرست عبر التاريخ، بل بنى على هذه القوة مزيداً من الإضافات التي أعطت منتخبه شكلاً مازجاً بين فعالية الأداء ومتعة المتابعة، وهو ما لم يفعله مثلاً البرازيلي كارلوس دونجا الذي تخلى عن كل ملامح الكرة البرازيلية التي قامت دوماً على الإبداع والاستعراض والحلول الفردية وفرض نظاماً صارماً قاتلاً للاستعراض والمتعة، ولم يتقوقع في النمطية التي ركز عليها مارتشيلو ليبي مع إيطاليا، ولذا نجح لوف، فيما أخفق دونجا وليبي.