تتصل بخدمة عملاء وتقول «عندي مشكلة» وربما يرد الموظف «طف الجهاز وشغله، وارجع اتصل إذا استمرت المشكلة» وبعد إغلاق المكالمة تتساءل هل استفدت، أو هذه طريقة للتخلص مني؟ أو الموظف لا يعرف حل المشكلة؟ ولكن عندما نعود إلى صلب المشكلة، هل جربت فعلا «تطفي الجهاز وتشغله؟».

تقنيًا: صحيح، حيث إن الأجهزة التي تعتمد على أنظمة تشغيل تحتاج لإعادة التشغيل بشكل شبه يومي، وتقنيًا أيضًا: الأجهزة عندما تتوقف عن الاستجابة، ويضعف أداؤها، وتزداد الحرارة فيها، فهي تحتاج إلى إعادة تشغيل بالتأكيد، وسأقدم شرحا مبسطا: حيث إن الجهاز سواء كان هاتفا، كمبيوتر، جهازا لوحيا، تلفازا ذكيا وغيرها من الأجهزة، تقوم بأعمال طوال وقت التشغيل حتى وإن لم تكن تستخدم الجهاز بالوقت نفسه، حيث هناك أعمال حتى بأعماق نظام التشغيل من وظائف وتحديثات وتطبيقات تعمل جنبًا إلى جنب مع وحدة التخزين المؤقت وذاكرة التخزين والمعالج والذاكرة العشوائية، فإذا طالت فترة تشغيل الجهاز مع قيام أعمال متعددة عليه، بالتأكيد سيكون ثقيلًا في الاستجابة وفي عمله، وعند إعادة تشغيله يقوم الجهاز بتفريغ التخزين المتراكم المؤقت، وسيعمل على تطبيق التحديثات، وإعادة ترتيب وتنظيم الوظائف والأوامر والملفات مما يحسن الأداء، ويستعيد الجهاز قدرته العالية وتركيزه الكامل.

بالطبع ليست هنالك دراسة عن موضوع أهمية إعادة تشغيل الجهاز، بل دراسات ونصائح متعددة وجدتها في مواقع أبحاث وكذلك معاهد وكليات متخصصة في التقنية، تنصح بأن إعادة التشغيل أحيانًا يصبح ضرورة! وربما يؤثر في أمور أخرى مثل أداء البطارية في هاتفك، وعلى إغلاق بعض الوظائف التي توقفت عن الاستجابة.


وبعيدًا عن موضوع إعادة التشغيل «وطف وشغل» (بسبب مشكلة تواجهها) أعتقد من الأنسب أن تعتاد يوميًا أو كل عدة أيام على إعادة تشغيل أجهزتك خصوصا الهاتف والكمبيوتر والجهاز اللوحي لاعتمادنا باستمرار عليها، ولما لها من فوائد مثل الحفاظ على إطالة العمر الافتراضي سواء في المعالج أو البطارية. ختامًا، عندما أنظر حولي سأجد أن كل شيء يحتاج لتوقف لفترة بسيطة أو استراحة أو استعادة النشاط، كالنوم، وإطفاء الأنوار، وإطفاء المكيف، ومحرك السيارة، كذلك الهاتف والكمبيوتر يستحقون راحة حتى وإن كانت (طف وشغل)!