ربما يشوب مفهوم الحوسبة السحابية كمصطلح يتكرر في الآونة الأخيرة غموض لدى البعض، خصوصًا ما يرافقه من مصطلحات مثل مراكز البيانات، ومسميات أخرى لا أريد تشتيتكم بها، ولكن أحببت اليوم أن أتحدث عن ما هي الحوسبة السحابية. وقبل كل شيء أنا فخور بما تحققه مملكتنا الحبيبة من قفزات في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.

في البداية، الحوسبة السحابية من أهم عناصر التقدم والتطور في التكنولوجيا وتعتبر حلقة الوصل وعقلا مدبرا بين أجهزتنا كافة، وسأطرح أمثلة كثيرة عن استخدامات الحوسبة السحابية، وسأشرحها ببساطة شديدة فقط للشرح، حيث هي عبارة عن جهاز كمبيوتر أو سيرفر متصل بالإنترنت طوال الوقت ويعمل على (تخزين البيانات واستعراضها، استقبال الأوامر وإعطائها، الربط بين عدة أجهزة بوقت واحد، يحلل البيانات)، وعندما نضاعفه لعدة أجهزة مرتبطة، حينها يطلق عليه مركز بيانات ما يجعل أداءه أعلى في استقبال البيانات وتعدد في المهام، ويُعتقد أن تسمية حوسبة «سحابية» كتشبيه رمزي بأن السحابة لا توجد فوق بيتك فقط فهي عملاقة تغطي كل المدينة، وإن وجدت فسوف يراها الجميع بالوقت نفسه! وهي رمزية لتوفر كل شيء متى أردته، فمثلا عندما تكتب لصديقك على الواتسآب مرحبا!، هل تعتقد أن هاتفك سيصرخ عاليا ليبحث عن هاتف صديقك حتى يوصل له رسالتك؟ أو عندما تريد تشغيل التكييف في منزلك الذكي وأنت في العمل فإن هاتفك سيقف قليلًا ليتذكر مكان منزلك ويرسل إشارة؟ لا بالطبع، فهو عبر الحوسبة السحابية كل خدماتك متصلة طوال الوقت وتعمل باستمرار! فمثلا حافظت على كثير من بياناتنا من الفقدان، فعندما تنتقل من هاتف لآخر وبمجرد تسجيل الدخول ستجد أن هاتفك نقل من الحوسبة السحابية نسخة الأرقام المسجلة بهاتفك السابق، والصور، والملفات! وعندما تدخل لإحدى الألعاب ستجد أن هاتفك تعرف بأنك أكملت نصف اللعبة ولن تحتاج للعودة لبداية تخطي المراحل، وكذلك تربط كل اللاعبين مع بعضهم في ألعاب البث المباشر، وأيضا تستخدم عبر المستشعرات وأجهزة المراقبة والأمان، والتنبؤ بالطقس، والتحكم بالروبوتات لحظيًا! وربما مستقبلا إن أصبحت السيارات ذاتية القيادة ستوجهها الحوسبة السحابية في مساراتها كافة! وفي ترشيد الإنفاق ستكون مستنداتك كافة على الحوسبة السحابية عبر ملف واحد يتم دمشاركته مع الجميع ودون أوراق ومواعيد وحضور.

فخلال فترة قصيرة سمعنا عن إعلان عدة شركات كبرى أنشأت مراكز بيانات لها بالمملكة، والذي يؤكد جاذبية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في ظل هذا التسارع الرقمي، ويثبت أن قيادتنا الرشيدة داعمة وممكنة لكل ما فيه من منفعة ومواكب للتطور العالمي، وبجهود لا تعرف الراحة.


ودعونا نتحدث عن بعض أرقام الحوسبة السحابية، حيث حققت الحوسبة السحابية ما يقارب 111 مليار دولار في عام 2022 كأرباح، ويقدّر حجم سوق الحوسبة السحابية بـ 500 مليار دولار في 2023، أما ناحية حجم البيانات الموجودة على الحوسبة السحابية فبحسب بعض الدراسات تقدّرها بـ 130 زيتابايت، وهو رقم واحد وبجانبه واحد وعشرون صفرًا! ولنحاول تخيل هذا الرقم في سؤال، كم فيلما «مدته ساعة مثلا وحجمه واحد جيجابايت» في الزيتابايت؟ الإجابة: ترليون فيلم، وكما أشارت بعض الدراسات بأن 60% من البيانات في العالم موجودة على الحوسبة السحابية! ختامًا هي أحد أهم الاختراعات المفيدة في الحاضر وللمستقبل.