عادت الذاكرة أمس باللورد البريطاني باتيل إلى حال المشاعر المقدسة في عام 1971، حين حج لأول مرة. كان يقلب ذكرياته في خيمته بمنى، ويتأمل كيف تغيرالحال وهو يرصد التطورعبر 17 حجة قضاها متنقلا بين الحرم المكي ومنى وعرفات ومزدلفة.

وقال في حديثه إلى "الوطن": إن من يرى مشروعات المشاعر المقدسة اليوم لا يصدق حالها في ذلك العام، ويضيف " كانت عرفات أرضا جرداء لا شجر فيها ولا ماء ولا طرق، والمبيت في مزدلفة كان في ظلام دامس، أما منى فينصب الحجاج خيامهم التي يأتون بها محمولة على جمالهم".

باتيل الذي يعود لأصول هندية كان يحج خلال 40 عاما ويشاهد التطورالذي شهدته المشاعر المقدسة والحرم المكي ويقول "لم أكن أتوقع القفزات الأخيرة التي شهدتها المشاعر المقدسة.. أتذكر كيف كان الحجاج لا يستطيعون الطواف نتيجة الحرارة الشديدة التي تحرق أقدامهم في صحن الطواف، وكيف كانت معاناتهم في التنقل بين المشاعر".

في ذاكرة اللورد باتيل قصص عن أولئك الحجاج الذين كانوا يستثمرون الحج في بيع أغنامهم وبضائعهم، وآخرين يشترون الثلج من مكة ويضعونه في أواني الماء كي يشربوا ماءً باردا في وقت تصل فيه درجة الحرارة إلى أعلى مستوياتها، مشيرا إلى أن شركات الطوافة لم تكن موجودة و"إنما مطوفون يأتون للحجاج في المطار ويتفقون معهم".

وعن تصاريح الحج، أشار إلى أنها خطوة جيدة لكنه في الوقت ذاته، يتمنى ألا يكون هناك تحديد لأعداد الحجاج القادمين من الدول الأوروبية "نظرا لكونهم أقليات ومن بينهم شباب لم يحجوا"، متوقعا أنهم إذا جاؤوا وشاهدوا الحضارة الإسلامية سيتأثرون بها حتما.

واعتبر باتيل الحج اليوم رحلة سياحية، مشيرا إلى أنه سعيد بمشروعي جسر الجمرات وجسر القطار، وإن كانت الفرصة لم تحن له لركوب القطار، لكنه يتمنى أن يستخدمه في الأعوام القادمة، وطامحا في الوقت ذاته إلى اختفاء ظاهرة الافتراش التي يكون أبطالها حجاجا غير نظاميين.

وكبريطاني، يشير إلى أن رحلتهم للحج لا يعيقها شيء، لافتا إلى ان حزب العمال البريطاني "كان يوفد أطباء مع الحجاج حتى عام 2010 لكنهم توقفوا.. واليوم يأتي الأطباء على حسابهم أو بدعم من الأغنياء".

كما انتقد في حديثه إلى "الوطن" الذين يحاولون إثارة الفوضى في الحج ورفع الشعارات السياسية، مشيرا إلى أن الحج عبادة وليس للسياسة والشعارات.