ينتظر المراقبون ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة لجهة تحريك المسارالسياسي في اليمن، حيث من المقررأن يصل خلال اليومين المقبلين مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر للوقوف على مدى تجاوب الأطراف السياسية في التوقيع على المبادرة الخليجية التزاماً بقرار مجلس الأمن الدولي. وكان المشهد السياسي في البلاد قد لفه الغموض بعد تأخرعودة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي إلى صنعاء بعدما أكد مسؤولون عودته الخميس الماضي. كذلك لم يعد قادة المعارضة الذين يقومون بجولة في دول مجلس التعاون الخليجي. وكانت دول غربية قد طالبت كافة الأطراف السياسية بالتوقيع على الآلية التنفيذية والمبادرة الخليجية والدخول في مرحلة جديدة عنوانها "إعادة بناء اليمن الذي أنهكته الأزمة" المستمرة منذ تسعة أشهر.
إلى ذلك تتردد أنباء نقلاً عن مصادر دبلوماسية عربية تشير إلى أن الرئيس علي عبد الله صالح، قد عرض على نائبه السابق علي سالم البيض المنصب الذي يتولاه حالياً عبدربه منصور هادي. وتشير هذه الأنباء إلى أن صالح أجرى مؤخراً عملية تواصل سرية مع البيض، بهدف إقناعه بالعودة إلى اليمن وتولي منصب نائب الرئيس، إلا أن البيض رفض عرض صالح.
على الصعيد الأمني، قتل ستة من عناصر تنظيم القاعدة في اشتباكات مع قوات الحكومة اليمنية في مدينة زنجبار بمحافظة أبين الجنوبية ليرتفع عدد عناصرالتنظيم الذين قتلوا في المنطقة خلال يومين إلى 11 قتيلا. ومن بين القتلى شخص يحمل الجنسية العراقية، فيما سقط جندي يمني في المواجهات. ويخوض الجيش اليمني معارك مفتوحة مع عناصر تنظيم القاعدة والموالين له، الذين يطلقون على أنفسهم "أنصار الشريعة"، حيث قتل المئات في صفوف الطرفين.
وتجددت الاشتباكات في حي الحصب بالقرب من مدينة النور بمحافظة تعز. وأكدت مصادر محلية بالمدينة سقوط جرحى في عمليات قصف شاركت فيها قوات الحرس الجمهوري، وذلك بعد يوم على مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين، في أول أيام عيد الأضحى. وشوهدت دبابات ومدرعات مصفحة إلى جانب عربات عسكرية تحمل أسلحة متوسطة ومضادات أرضية في بعض الشوارع التي نشر فيها الجيش كذلك حواجز تفتيش. وكان قائد قوات الدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع، رئيس المجلس الثوري للدفاع والأمن بمحافظة تعز العميد صادق سرحان، قد نفى وجود اتفاق للتهدئة مع السلطة المحلية. وقال إن قوات الجيش "مستمرة في الاعتداء على المواطنين واحتلال المدارس والمستشفيات والمكاتب الحكومية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وتعطيل العملية التعليمية في هذه المحافظة". واستنكر القصف الذي تعرضت له مدينة تعز الأربعاء الماضي، قائلا "إن ما تعرضت له أحياء المدينة من قصف عنيف غير مسبوق دليل على استباحة المدينة بدون مبرر".