لم يتوقف الحاج الجنوب سوداني، سفيان الضو، كثيراً عند الاتجاهات عندما اختير في منى مكان شمالي، لمئة من الحجاج الجنوبيين، بينما اتخذ الشماليون مكاناً شرقياً.

فالمسافة التي فصلت بين حجاج الشمال والجنوب في المشاعر ولم تتجاوز كيلومترين، بدت بعيدة وفاصلة كالحدود التي رسمت بين السودان والدولة الوليدة بعد الانفصال الذي أجري في يوليو الماضي وحملت الرقم 193 في الكيان الأممي وغدت الدولة الأحدث في بعثات الحج.

فالحاج سفيان وهو واحد من مئة حلوا ضيوفاً في برنامج خادم الحرمين الشريفين، لم يسعَ إلى لقاء الشماليين وإن جمعهم مكان واحد، وقال: "لا نهتم للشماليين ولا نعيرهم أي تعبير".

وهذا ما لاحظه الحاج السوداني (الشمالي) أحمد محمد أحمد، وقال: نلتقي بجنوبيين أحياناً في المشاعر، لكنهم لا يكترثون بالسلام علينا أو الحديث معنا. لكننا لا نهتم بذلك ونحن لم نخسر شيئا وهم الخاسرون. ويرى الحاج أحمد محمد أحمد أن "ربّ ضارة نافعة". فحلم أداء فريضة الحج راوده طويلاً وسعى إليه لكنه لم يوفق، لأن العدد الذي كان لكل السودان 25 ألفاً، وهذا العام رفع إلى 35 ألفاً من دون الجنوب، مما أفسح المجال لآلاف إضافيين هو بينهم، أن يؤدوا هذه الفريضة.

لكن الأطفال الذين أحضروا مع عائلاتهم لم يعرفوا معنى الانفصال والفرق بين الشمال والجنوب.