هل ستتخلى كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية؟ سؤال يلاحق الولايات المتحدة، فعلى الرغم من التعهدات العديدة بنزع السلاح النووي من جانب قادة كوريا الشمالية، والجهود الدبلوماسية الأمريكية لضمان أمن النظام، فمن غير المرجح أن تتحرك كوريا الشمالية نحو نزع السلاح النووي بالكامل.

وأبرمت كوريا الشمالية عددا من الاتفاقيات مع الولايات المتحدة، لكنها فشلت في التنفيذ.

ومن أصعب المسائل في الدبلوماسية الأمريكية إقناع بيونج يانج «عاصمة كوريا الشمالية» بتنفيذ تلك الاتفاقيات.


وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يهدف إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل، ووصف سياسته تجاه كوريا الشمالية بأنها «نهج محسوب وعملي»، ومع ذلك، فهو يبدو أقرب إلى «الصبر الإستراتيجي» الذي تبناه أوباما، وهو نهج الانتظار والترقب، حيث لن تتحرك واشنطن حتى تغير كوريا الشمالية مسار عملها أولًا.

أزمة العملية

القضايا الرئيسة هنا هي أزمة العملية التي أدت إلى مفاوضات نزع السلاح النووي وفشل التنفيذ، مما أدى في النهاية إلى انهيار الاتفاق؛ لذا فمن الضروري تقييم الدبلوماسية الأمريكية التي دامت ثلاثة عقود تجاه نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية وجهودها الفاشلة خلال مرحلتي الأزمة والمفاوضات.

ويظهر هذا النمط أيضًا خلال إدارة بايدن، وحتى في ظل سياسة بيونج يانج المتشددة المتمثلة في «الاختراق المباشر»، فقد تعمل هذه الأزمة على تحفيز إجراء محادثات جديدة مع كوريا الشمالية.

وبطبيعة الحال، لا يعني ذلك بالضرورة أنه سيكون هناك اتفاق آخر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ولم تتبع إدارة بايدن أي سياسة نشطة تجاه كوريا الشمالية للخروج من هذا النمط، وعلاوة على ذلك، وبسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والتنافس الإستراتيجي مع الصين، تفتقر إدارة بايدن إلى الوقت والاهتمام للتركيز على كوريا الشمالية.

الحرب الباردة

من ناحية أخرى من غير المرجح أن تتعامل كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة أيضًا، واعترفت بيونج يانج أخيرًا بعودة نظام الحرب الباردة في العلاقات الدولية، وتسعى للاستفادة منه في شبه الجزيرة الكورية، وهذا هو السبب وراء جهود بيونج يانج لتحسين العلاقات مع الصين وروسيا، وربما تصبح الأزمة حافزًا مرة أخرى، ولكن سيكون من الصعب الخروج من النمط القديم، لذا فإن حالة الجمود ستستمر.



نمط مماثل


يشير تحليل قدمته (The National Interest)، إلى أننا عندما ننظر إلى الاتفاقيات بين كوريا الشمالية وأمريكا نجد أن لها نمطًا مماثلًا، ودائمًا ما تتحفز المحادثات بـ«الأزمة»، التي توقفت لفترة طويلة، ولكنها توصلت في نهاية المطاف إلى توافق في الآراء، ومع ذلك، عندما وصلت إلى مرحلة التنفيذ انهارت الاتفاقيات، حيث شاركت الولايات المتحدة في اتصالات دبلوماسية مع كوريا الشمالية لتهدئة الأزمة، لكنها ركزت في المقام الأول على تكثيف العقوبات والردع عندما قامت كوريا الشمالية باستفزازات نووية وصاروخية.

ومن الضروري أن نفهم هذا النمط عند تحليل الاتفاقيات الأمريكية مع كوريا الشمالية، وعلى وجه الخصوص، تشتمل عملية التوصل إلى اتفاق على مرحلتين مختلفتين: الأزمة والتفاوض، ويطرح التحليل عددًا من التساؤلات لفهم الأنماط منها:

ما سبب الأزمة في كل مرة قبل أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع كوريا الشمالية؟

وما هي الظروف التي سار فيها حوار نزع السلاح النووي بعد الأزمة؟

وما العوامل التي أدت إلى الاتفاق على نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية؟

وما الشروط التي تم الاتفاق عليها؟

ملاحظة التوترات

في عام 2015، بحسب دراسة لشركة جالوب السنوية للشؤون العالمية، امتلك فقط 9% من الشعب الأمريكي وجهة نظر إيجابية إزاء كوريا الشمالية، في حين امتلك 87% من الأمريكيين نظرة سلبية، وفقًا لاستطلاع الـ(بي بي سي سيرفيس وورلد) لعام 2014، ينظر 4% فقط من الأمريكيين إلى نفوذ كوريا الشمالية بصورة إيجابية في حين عبّر 90% عن نظرة سلبية، إحدى أكثر التصورات سلبيةً لكوريا الشمالية في العالم.

كما شهد عام 2017 ارتفاعًا ملحوظًا في التوترات والخطابات الرنانة من كلا الجانبين مع تولي دونالد ترمب الرئاسة، بعد أن بدأ برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية يتطور بمعدل أسرع مما كان يُعتقد في السابق.

أثار الخطاب التصعيدي (إضافةً إلى نهج ترمب الأكثر عدوانيةً في التعامل مع كوريا الشمالية)، وتجارب الصواريخ والحضور العسكري المتعاظم في شبه الجزيرة الكورية تكهناتٍ بشأن نزاع نووي.

وعلى الرغم من مخاوف نشوب صراع هائل، بدأ انفراج دولي بالتطور في 8 مارس 2018، حيث أكد البيت الأبيض أن ترمب سيقبل دعوى لقاء من كيم جونج أون، في تلك الآونة كان من المفترض أن يلتقيا في مايو، وفي 15 مايو 2018، قطعت كوريا الشمالية المحادثات مع كوريا الجنوبية، وهددت بإلغاء القمة الأمريكية الكورية الشمالية، مشيرةً إلى التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.



اتفاقيات فاشلة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة

- اتفاقية في عام 1994.

- المحادثات السداسية من عام 2003 إلى عام 2009.

- صفقة عام 2012.

- قمة سنغافورة في عام 2018.

نمط الاتفاقيات الأمريكية مع كوريا الشمالية

تشتمل عملية التوصل إلى اتفاق على مرحلتين مختلفتين، هما:

1ـ الأزمة

2ـ التفاوض