غرقت العبارة "بيلا" صباح أمس واستقرت على عمق 750 مترا تحت سطح البحر في المياه الدولية بخليج العقبة، بعد 4 أيام من تعرضها لحريق على مسافة عشرة أميال من الشاطئ الأردني بينما كانت تبحر في رحلة اعتيادية من ميناء العقبة إلى ميناء نويبع المصري وعلى متنها 1230 راكبا، وتمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ جميع ركابها عدا مواطن أردني لقي حتفه غرقاً. واستبعد مسؤولون مصريون وجود أي شبهة جنائية وراء غرق العبارة أو تعمد إغراقها صباح أمس، بعد فشل محاولات سحبها لميناء" العقبة" الأردني لمعاينتها من قبل النيابة العامة لمعرفة أسباب الحريق.

واستبعد رئيس هيئة موانئ "البحر الأحمر" اللواء محمد عبد القادر جاب الله في تصريحات لـ"الوطن"، أن تكون هناك أي شبهة جنائية وراء غرق العبارة، مشيراً إلى أن العبارة كانت داخل المياه الأردنية، وبالتالي فإن السلطات الأردنية هي التي تتولى مباشرة التحقيق في الحادث.

وفي سؤال لـ"الوطن" عن السبب وراء ترك العبارة لمدة 4 أيام متواصلة في عرض البحر دون سحبها ومعاينتها من قبل سلطات التحقيق، قال جاب الله إن النيران كانت مازالت مشتعلة في العبارة طوال الأيام الماضية، ولم تنطفئ إلا فجرالاثنين مما أدى إلى تآكل هيكلها بشكل كلي وغرق نصفها الخلفي، وبالتالي كان يتعذر سحبها إلى الشاطئ والنار مشتعلة بها.

وأكد جاب الله أنه تم الاتفاق مع الشركة المالكة للعبارة وهي شركة" الجسر العربي للنقل"، على إرسال عبارة بديلة، وهو ما تم بالفعل إذ أرسلت الشركة أمس العبارة" عمان" للقضاء على حالة التكدس من قبل الركاب، وجار حالياً إنهاء إجراءات فحص السلامة للعبارة قبل بدء مهمتها.

وأكد مصدر مسؤول بوزارة النقل المصرية في تصريحات لـ"الوطن"، أن السلطات الأردنية هي المسؤولة عن عمليات التحقيق في حريق العبارة، لافتاً إلى أن تآكل هيكلها بالكامل أدى إلى غرقها.

وأكدت مصادر بميناء "نويبع" المصري أمس، أن العبارة "بيلا" غرقت دون أي تدخل بعدما كان مقررا سحبها إلى ميناء "العقبة" الأردني لمعاينتها من قبل النيابة العامة وأن دور القوات المسلحة المصرية كان إنقاذ ركاب العبارة فقط.

وأكد مدير عام شركة الجسر العربي للملاحة المالكة للعبارة حسين الصعوب لوكالة "بترا" للأنباء أن غرق العبارة بيلا على عمق 750 مترا تحت سطح البحر لا يشكل أي عائق أو خطر في وجه الملاحة البحرية الدولية كما أن الباخرة احترقت بالكامل ومن غير المتوقع أن تشكل أي خطرعلى بيئة البحر حيث استقرت. وقال مديرعام مؤسسة الموانىء الأردنية بالوكالة المهندس محمد مبيضين إن طواقم وكوادر من مركز الأمير حمزة لمكافحة التلوث التابع للمؤسسة كانت على أهبة الاستعداد منذ اندلاع الحريق في الباخرة وفورالإبلاغ عن الغرق صباح أمس توجه أحد الزوارق المتخصصة للتعامل مع حالات التلوث وأجرى فحوصات للمنطقة المحيطة بالباخرة ولم يرصد أية مؤشرات أو آثار دالة على حدوث تلوث مع أن احتمالات حدوثها ما زالت قائمة.

وقال مفوض البيئة والرقابة الصحية في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور سليم المغربي إن الباخرة تحمل داخل خزاناتها حوالي 60 طنا من الوقود الثقيل و25 طنا من الديزل ولم يعرف حتى الآن بقاء هذه الكمية في الباخرة أم أنها احترقت أثناء اشتعال الباخرة.

وأكد أن الوقود الثقيل لا يشكل أي مشكلة بالنسبة للبيئة في خليج العقبة كونه يستقر في أعماق البحر بعيدا عن الشاطيء الأردني بحوالي تسعة كيلومترات ، مؤكدا أن هناك مركزا للحماية من التلوث في منطقة الغردقة المصرية يتبع لهيئة البحرالأحمر وخليج عدن ولديه القدرة على التعامل مع أي تلوثات قد تحدث في البحر الأحمر.