يعتقد البعض أن امتلاك هاتف ذكي جديد «فقط» يعد تبنيا لأحدث التقنيات. ربما يكون هذا صحيحا نسبيًا! إلا أن تبني التقنيات المتوفرة داخل الهاتف يختلف كثيرًا في المفهوم، مثل «هل تعتمد على المساعد الشخصي في الهاتف لإتمام مهامك؟»، «هل هاتفك مرتبط مع أجهزة ذكية بالمنزل تساعدك وتساندك؟». هنا يتضح أن «التبني» يختلف عن «اقتناء» جهاز فقط، ولأوضح أكثر، المساعد الشخصي عبر هاتفك من الممكن أن يرتب لك قائمة المشتريات، يعطيك مواعيد وتنبيهات وتذكيرات، ومن الممكن أن يؤدي بعض المهام عنك سواء على المستوى العملي أو الشخصي.
ولو فتحنا أفقنا ووسعنا خيالنا أكثر سننتقل إلى تبني التقنيات، في جعل التلفاز ذكيا، والمكيف ذكيا، والإضاءة ذكية، وباب وستائر ونوافذ ذكية، بالإضافة لمستشعرات درجة الحرارة ومستشعر الدخان، وهي مهمة كالمستشعرات والتي تعتبر مسألة إنقاذ حياة بعد الله. فمثلا هذه المستشعرات تنبهك للاستيقاظ وتدارك الموقف، بالإضافة إلى أن هنالك تقنيات تكميلية لك الخيار في اقتنائها، ولكن الأهم هو أن تكون لديك الجرأة في أن تتبنى التقنيات والتي تدخل في احتياجاتك الحقيقية بالحياة.
ودعونا نصيغ بعض الفوائد مثل ترشيد استهلاك الكهرباء عبر إغلاق الكهرباء تلقائيا في أوقات محددة، والتنبيه ومراقبة حدوث أمر طارئ لا سمح الله، وإتمام مهام مثل تشغيل وإغلاق وفتح وإطفاء الأجهزة بمواعيد محددة. وهنالك شق آخر في المجال العملي، حيث تعتمد كثير من منشآت القطاع العام والخاص على تقنيات تحسن جودة خدماتها وسرعة إتمامها مثل استخراج التراخيص، السجل التجاري، والوكالات الإلكترونية، وأمثلة لا حصر لها، حيث يتبنى القطاع العام وبدعم لا محدود من القيادة الرشيدة وتمكين، (التحول الرقمي) والذي يعتبر عصب الحياة، ونلامس هذا التغيير بحياتنا كل يوم. وسأذكر على سبيل المثال لا الحصر مبادرات عدة لتشجيع تبني التقنيات، فقد حضرت بداية العام توقيع عدة اتفاقيات كانت برعاية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث ربطت الوزارة عدة شركات لديها حلول مبتكرة في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والمستشعرات، مع شركات لديها الرغبة في تبني تقنيات تساهم في رفع كفاءة عملها وتعالج التحديات، وكان منها حلول إدارة الأملاك عبر استخدام تقنيات إنترنت الأشياء، وتحليل بيانات مرضى السكري واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصناديق الاستثمارية.
كما تمتد هذه المبادرات المقدمة من الوزارة لتشجيع استخدام تقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد في طباعة قطع الغيار وأجزاء من المنتج النهائي، وتسخير التقنيات في خدمة الإنسان عبر طباعة دعّامات وأطراف صناعية محليًا، والتي أغلقت أبوابًا من التحديات مثل إجراءات طلب مقاسات محددة، سهولة التعديل والإنتاج، وتخفيض التكلفة، والاكتفاء الذاتي وبالتأكيد تعود بالنفع على صحة الإنسان.
وفي تبني التقنيات بالمجال الغذائي لفت انتباهي تحفيز الزراعة الذكية باستخدام مستشعرات ضبط الحرارة والرطوبة، وتهيئة المناخ الملائم لزراعة أنواع عديدة في منطقة مغلقة وبعضها بدون تربة، والذي سيحقق كالمثال الأسبق، من حيث توفر المنتج محليًا وسهولة الحصول عليه وتعزيزًا للابتكارات في المجالات كافة.
كما شملت تحفيز المنشآت لاعتماد برامج لإدارة الموارد والأعمال الحسابية واللوجستية والإنتاجية، والتخلص من الأوراق المكتبية وتنظيم العمل بين الأقسام والإدارات.
ختامًا، تنقلنا في عدة مسارات نشهدها في حياتنا، وطرحنا عدة أمثلة وإيجابيات، لنعود عند تساؤلنا الأول..«هل ستواكب وهل لديك الجرأة؟».
@tariqaljaser