قال الخبير النفطي الدكتور طلال البذالي إنه لم يعد مستغربا الحديث عن ارتفاع بمقدار 3 دولارات في سعر البرميل في يوم واحد أو ارتفاع بقيمة 10 دولارات في الشهر، مؤكدا أن ذلك الارتفاع هو نتيجة انعكاسات الظروف السائدة.
وأشار إلى أن هناك دولا تقرع طبول الحرب ضد إيران، وهو ما سيجعل الأسعار ترتفع بشكل كبير خلال المرحلة الحالية، موضحا أنه بمجرد الحديث عن الحرب تصاب الأسواق بهلع وارتفاع كبير في الأسعار، لكنه عاد وأكد أن الأسعار سوف تستقر في المستقبل نظرا لوجود بوادر استقرار في الاقتصاد الأميركي ومعالجة أزمة الديون الأوروبية.
وأضاف البذالي أن الأسعار لن يؤثر فيها على المستوى البعيد إلا العرض والطلب، لافتا إلى أن ما يؤثر في الأسعار حاليا هو الظروف الآنية، وخصوصا ما يحدث في العراق وليبيا وعدم وجود رؤية واضحة لأحوال النفط فيهما.
وعن أسعار النفط في الوقت الراهن، قال الخبير النفطي خالد بودي إنها ستشهد استقرارا إلى حد بعيد، وخصوصا بعد زيادة حجم صندوق الاستقرار المالي الأوروبي من 290 مليار يورو إلى تريليون يورو، والمقصود منه دعم البنوك الأوروبية ودعم رسملتها وتوفير دعم للدول الأوروبية، التي تعاني ديونا سيادية.
وأضاف أن قرار اليونان الاستغناء عن الاستفتاء حول خطة التقشف، والتي أحدثت هزة في الأسواق، من شأنه أن يعيد الاستقرار للأسعار لافتا إلى أن إسقاط 50% من ديون اليونان كان له أثر إيجـابي أيضا.
وأشار بودي إلى أن هذه الحلول ليست حلولا نهائية للأزمة الأوروبية، إذ إن الحل سيستغرق فترة قد تمتد إلى 10 سنوات بحسب تصريحات لمسؤولين أوروبيين، ونظرا لأن الأزمة تحتاج إلى ما يقارب 3 تريليونات يورو لمعالجتها بشكل كامل، موضحا أن دولا أوروبية لديها عزم وإصرار على الخروج من الأزمة ودعم وحدة اليورو، وهذا كله يصب في مصلحة أسعار النفط، مؤكدا أن سعر النفط المقبول لدى الدول المنتجة هو بين 90 و95 دولارا، وهو ما يعني أن الأسعار الحالية أفضل من مقبولة.
وأكد أن دول منظمة "أوبك" لديها قناعة بأن ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه ليس في مصلتحها، مشيرا إلى أن الأسعار المبالغ فيها هي التي تتعدى 115 دولارا، وأن الأسعار ستظل على الأقل حتى نهاية العام تدور في فلك 90 إلى 110 دولارات للبرميل.