على صوت زخات المطر, عاشت محافظة حفر الباطن -عاصمة الربيع كما يطلق عليها الأهالي- مساءَ أول من أمس ليلة عيد مميزة؛ حيث شهدت المحافظة أمطارا غزيرة رسمت الفرحة على وجوه الأهالي باعتبارها أول قطرات الغيث لهذا العام, بينما عكر عدم اكتمال مشروع تصريف السيول فرحتهم مع تجمع المياه في الطرقات.

وتزداد أهمية الأمطار في هذا الوقت كونها تهطل في موسم "الوسم" الذي بدأ في 14 ذي القعدة الماضي ويستمر 52 يوما, وتساعد هذه الأمطارعلى نمو النباتات, مبشرة بموسم ربيعي يعيد لذاكرة الأهالي الربيع بعد أن شهدت المحافظة مواسم مجدبة خلال السنوات الماضية. ويتطلع الأهالي لرؤية موسم ربيعي شبيه بربيع عام 1418هـ. كما ينتظرون نبات "الفقع أو الكمأة", الذي يظهر بعد نحو 70 يوما من هطول الأمطار, وتشتهر المحافظة بوجود أسواق لتداوله بيعا وشراءً.

ومع وصول أولى زخات المطر، شهدت حفرالباطن تجمعات مائية في شوارعها لعدم اكتمال مشروع تصريف السيول؛ حيث شهد تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق الأمير سلطان بن عبد العزيز أول من أمس تجمعات مائية كبيرة، ولجأت بلدية حفر الباطن إلى سحب المياه عن طريق مضخات متحركة وتصريفها في الشارع مباشرة.

ويتطلع أهالي المحافظة إلى الانتهاء من مشروع تصريف السيول لتأمين المحافظة من الأمطارالغزيرة, منتظرين نتائج زيارة لجنة دراسة مشروع تصريف السيول التي تشكلت بموافقة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز, وبناءً على توجيه أميرالمنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز.

وأوضح مصدر في بلدية حفر الباطن -فضل عدم ذكر اسمه- لـ "الوطن"، أن اللجنة زارت المحافظة أواخر شهر جمادى الأولى الماضي, لدراسة مقترح بإيقاف إصدار رخص البناء في بعض أحياء المحافظة التي تقع في مجرى الوادي؛ حيث صنفت هذه الأحياء حسب خطورة موقعها من السيول إلى ثلاثة أقسام هي: أحياء خطرة وأحياء أقل خطورة وباقي الأحياء, وفي مقدمة الأحياء الخطرة أحياء الفيصلية والخالدية والعزيزية وحي أبي موسى الأشعري, ويبلغ عدد المباني القائمة فيها 17 ألفا و16 مبنى ويقطنها أكثر من 90 ألف نسمة.

وأضاف المصدر أن العمل جار لتحديد مواقع لإنشاء أربعة سدود تحمي المحافظة من السيول المنقولة على أولويات اللجنة؛ حيث يحمي حفر الباطن من الجهة الشمالية ساتر ترابي أنشأته قيادة المنطقة الشمالية بطول 16 كيلومترا وبارتفاع 6 أمتار وعرض 4 أمتار.