رحم الله ميزان الوسطية، ورجل التنمية الأول، ورجل الأمن الأول، رحمك الله يا نايف، وعوضك عنا الجنة، وعوضنا عنك الصبر. رحمك الله يا درع الوطن وتاج الحكمة، يا من تعمل بصمت وتعطي بصمت. رحمك الله أيها النايف من الرجال، تودعنا بعد أن أديت الأمانة وحميت الأمن. عزاؤنا يا ولي العهد الأمين أنَّ هذا الوطن وإن ودعك بالدموع سيبقى آمنا مطمئنا، مثل اطمئناننا على حسن سيرتك ونقاء سريرتك، ومثل اطمئنان زائر البيت العتيق في موسم حج كنت أنت من يتحمل مسؤوليته ويعتبره أولويته؛ لكي يطمئن خادم الحرمين الشريفين على أداء يليق بهذا المسمى.

مطمئن هذا الوطن بفضل الله ثم بفضل مدرستك الأمنية التي تسير على نهجك، مدرسة الحكمة والحزم.. مدرسة شعارها أن المواطن هو رجل الأمن الأول، فبادلك بها الثقة أيها الوطني الأول. مدرسة تطبق الرفق والمناصحة، والعفو عند المقدرة، وعدم التهاون في حفظ الحقوق وحماية الشرع. كيف لا نطمئن وهذا المنهج يكسب رجل الأمن السعودي الاحترام داخليا والتقدير عالميا؟! كيف لا نطمئن وجميع الدروس المستفادة منك تعلمنا أن الحكمة ضالة المؤمن والأمن، وأن الأمن ليس بطشا أو تسلطا، بل هو حلم وتعقل.

مطمئن مجلس وزراء الداخلية العرب الذي كان لرئاسته شرف حمل اسمك بأن ما رسمت للأمة طوال تاريخك العربي المشرف سيبقى منهج اقتداء للمخلصين في مكافحة الجريمة والإرهاب والمخدرات، وستبقى جامعتك الأمنية العربية التي تحمل اسمك ميدانا للبحث العلمي، الذي تؤمن به وتتبناه؛ لتكتمل بها رؤيتك أيها المعلم الأول لمفهوم العلوم الأمنية.

مطمئن هذا الوطن أن ابنه نايف كان مخلصا لدينه وفيا لمواطنيه بارا بإخوانه.. مطمئن هذا الوطن أن نايف التاريخ لم يكن له رسالة ولا هدف في حياته إلا أن تكون المملكة العربية السعودية آمنة مطمئنة؛ فكان لنا ما أراد. ونحن على يقين وطمأنينة، بإذن الله، أن نصير القرآن والسنة والوسطية والحسبة سيقبل الكريم نفسه المطمئنة برحمته ويقبل دعاء الملايين بمغفرته، ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.