وأكدوا احتمال تعرض سد وادي كعام، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 33 مليون متر مكعب من المياه، للانهيار في حالة امتلائه، بما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى سيل جارف على غرار ما جرى في درنة جراء الإعصار «دانيال». وتزامنت المخاوف مع إعلان جهاز طب الطوارئ والدعم في ليبيا تحذيرا لسكان جنوب غرب البلاد من تشكّل السيول نتيجة الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال الأيام القادمة.
وقال الجهاز، في بيان، إنه من المتوقع أن تشهد المنطقة الجنوبية هطول أمطار غزيرة في الأيام القادمة، مع التغيرات المناخية التي تشهدها، وفي ضوء التنبؤات الجوية الحالية.
وأوضح أن هذه الأمطار الغزيرة قد تتسبب في تشكّل سيول وارتفاع منسوب المياه، نظرا لوجود مناطق منخفضة في المنطقة.
امتلاء السد
وأوضح السكان أنهم يخشون امتلاء السد مجددا، وتكرار ما حدث، لأن هطول الأمطار بما يزيد على حده سيؤدي إلى طوفان وسيل قوي جدا سيغطي زليتن ووادي كعام والخمس، خصوصا أن تلك السدود لم تخضع لعمليات صيانة منذ أكثر من 10 سنوات.
في حين تعد هذه السدود أحد أكبر السدود الترابية في منطقة غرب ليبيا.
وقد تسببت السيول القوية التي ضربت المدينة قبل أكثر من أسبوعين في مقتل آلاف الناس، وتدمير البنية التحتية، وتهالك المرافق المخصصة لنقل المياه وتنقيتها، خاصة شبكات الصرف الصحي ومحطات التحلية.
وبينما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها في انتشال الجثث والبحث عن المفقودين، تواجه السلطات المحليّة صعوبات في التعامل مع الجثث، بعد تحللها وتعفنها، وتزايد الروائح المنبعثة منها.
من جهتها ألقت السلطات الليبية القبض على عدد من المسؤولين، من بينهم رئيس بلدية درنة، بناء على اتهامات تتعلق بالتقصير، الذي تسبب في الكارثة الإنسانية التي شهدتها المدينة جراء انهيار سديها.
ضحايا الفيضان
ولا تزال الفرق المحلية والدولية تبحث عن الضحايا بين الطين والمباني المجوفة. كما يمشطون أيضا البحر الأبيض المتوسط قبالة درنة، بحثًا عن جثث الأشخاص الذين جرفتهم المياه.
وتسبب فيضان المياه من السدود في تدمير ما يصل إلى ثلث المساكن والبنية التحتية في درنة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وقال مكتب الأمم المتحدة إن السلطات أخلت الجزء الأكثر تضررا من المدينة، ولم يتبق سوى فرق البحث والإسعاف.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه تم تسجيل أكثر من 4000 حالة وفاة مرتبطة بالفيضانات. لكن رئيس الهلال الأحمر الليبي أشار، في وقت سابق، إلى مقتل 11300 شخص.
ولفت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن ما لا يقل عن 9000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين.
ومن بين القتلى شرق ليبيا أجانب يعيشون في دول شمال إفريقيا.
وضربت العاصفة «دانيال» مناطق أخرى في شرق ليبيا، بما في ذلك بلدات البيضاء وسوسة والمرج وشحات، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص في المنطقة، ولجوئهم إلى المدارس والمباني الحكومية الأخرى.