ذهب الباحث عبدالله ناجي المخلافي في ورقته التي قدمها الأسبوع المنصرم في صالون الدكتور سليمان الرحيلي الثقافي تحت عنوان "الحج من منظور ثقافي" إلى أن العرب في الجاهلية وظفوا موسم الحج بما يناسب عصرهم وخلفيتهم الثقافية، حيث كانت كل قبيلة من قبائل العرب آنذاك توظف المناسبة بما ينفع قبيلتها، ويعزز حضورها الاجتماعي والثقافي.

وأكد أن العرب في الجاهلية أدركوا أهمية الحج الذي يحتشد فيه جمع كبير من الناس كل عام ومن كل مكان، فكانت تنشد الأشعار وتلقى الخطب والأمثال والمواعظ، وتمارس فيه التجارة على نطاق واسع.

وأشار في ورقته التي قدم لها الدكتور سليمان الرحيلي إلى أن أسواق العرب الشهيرة مثل عكاظ، ومجنة وذي المجاز كانت تعج بالحركة منذ بداية ذي القعدة: حيث كانت الأسواق مرتبطة ارتباطاً زمنياً بموسم الحج، وكانت تمثل بما يلقى فيها من أشعار وخطب منبراً ثقافياً وإعلامياً للعرب.

ولفت إلى أن العرب إذا انتهى حجها تقف عند الجمرة الكبرى وتفاخر بآبائها وأنسابها، مضيفاً أن الإسلام نقل الشعيرة إلى سياقها الديني الحقيقي، حيث استعرض الباحث في هذا السياق عدداً من النصوص الشرعية من القرآن والسنة النبوية التي تشير إلى أن الإسلام شرع للعبد أن يقضي أوقاته في كل ما يكسبه الثواب، ويجنبه الوقوع في المعاصي والذنوب، ويقربه من مرضاة الله سبحانه وتعالى.

وطالب بدراسة الحج من منظور ثقافي واقتصادي واجتماعي، مشيراً إلى أهمية تفعيل ما يسمى بـ"السياحة الدينية"، إضافة إلى المنافع الفكرية والثقافية التي تحققها هذه المناسبة العظيمة بإيراد ضخم للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، قائلاً: إن الحج يُعد لوناً من ألوان الثقافة البشرية.

شهدت المحاضرة عدداً من المداخلات من بينها المطالبة بأهمية أن لا يستغل الحج لأغراض سلبية أو خارجة عن مألوف المجتمع.