"الحية بية".. عادة توارثها الخليجيون عن أجدادهم كإحدى فعاليات الاحتفال بعيد الأضحى المبارك واستمرت حتى يومنا هذا، ويعبر هذا التراث السنوي عن فرحة الصغار والكبار باليوم التاسع من ذي الحجة، يوم عرفة، وحلول عيد الأضحى. ويقضي الأطفال مع أهاليهم يوما اجتماعيا ممتعا على ساحل الخليج يرددون أنشودة "الحية بية" المشهورة، وتسعى كل عام الجمعيات والمؤسسات المعنية بالتراث الشعبي للاحتفاء بهذا التقليد الخليجي بتنظيم الاحتفال بمشاركة فرق فنون شعبية.
ويؤكد تقرير لوكالة الأنباء البحرينية أنه لمعرفة أصل هذا التراث الشعبي يجب الرجوع إلى الماضي والأساطير التى كانت سائدة في الحضارات القديمة كحضارتي مصر والهند وغيرهما، حيث كانوا يخافون من نزول العذاب عليهم عبر الرياح والبرق والخوف والهلع، وفكروا فى كيفية توقي ذلك بالقرابين والهدايا، ومن ذلك جلب أجمل فتاة شابة فى القرية ويقومون بتجميلها وتزيينها ويلبسونها أحلى الملابس والحلي حتى تصبح كالعروس ليلة زفافها ثم يضعونها فى قارب وحدها ويرسلونها إلى البحر أو النهر لتذهب مع الأمواج وتختفي. وقد وصلت مثل هذه القصص والأساطير والخرافات إلى دول الخليج العربي عبر التجارة، خاصة من الهند. ومن هنا ابتكر أهالي الخليج عادة "الحية بية" والتي تشابهت مع تلك القصص، لكن باستبدال قذف الفتاة فى النهر أوالبحر بالحية أو "الحشائش الخضراء" وتبقى العروس بملابسها الجميلة على الشاطئ. وهكذا انتشرت هذه العادة التراثية بين دول مجلس التعاون. ويقال إن أصل كلمة الحية بية هى الحجي بيجي، كما هو لدى القطريين والكويتيين والإماراتيين وتعني أن الحاج سوف يأتي بعد انتهاء موسم الحج.
وفى هذا اليوم الشعبي يتزين الأطفال باللباس الشعبي، فتلبس الفتاة ثوب "البخنق" المطرز بخيط الزري الذهبي، أما الولد أو الصبي فيلبس "الثوب والصديري" مع غطاء الرأس ويتوجه الأطفال قبل غروب الشمس مع أصدقائهم وأهلهم إلى ساحل الخليج ثم يبدأون احتفالهم بترديد " حية بية .. راحت بية .. ويات حية ..على درب الحنينية" حتى آخر الأنشودة. وفى بعض القرى يذهب الأطفال لرمي "الضحية" فى البحر ويقفون على الساحل وهم يرددون "ضحيتي ضحيتي حجي بي حجي بي إلى مكة إلى مكة زوري بي زوري بي واشربي من حوض زمزم زمزم ".
وعن كيفية الحصول على الحية بية فهي إما أن يشتريها الأطفال من السوق جاهزة على هيئة سلة من الخوص تسمى "قفة" ويضع بها الأطفال حب الشعير حتى ينبت، كما يفضل الأطفال تصنيعها في المنزل. ويذكر الطفل الحية قبل إلقائها في البحر بأنه أطعمها وسقاها بالماء واهتم بها ويطلب منها أن لا تدعي عليه وتجعله مسرورا في يوم العيد وبعودة حجاج بيت الله الحرام.