بلا شك ومن دون تفكير.. الكل يجزم أن المحصلة النهائية لعمل ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، هي "الأمن والأمان" في بلد ينتشر شعبه على أراض شاسعة تتجاوز مساحتها مليونين و149 ألف كيلومتر مربع، وترتبط حدودها مع 8 دول، وتستقبل سنوياً ملايين الحجاج والمعتمرين.
لم تترك الصحف المحلية والعربية والعالمية والقنوات الفضائية.. شيئاً يُذكر عن "نايف بن عبدالعزيز" بعد تغطيتها للحدث طوال اليومين، ولو اكتفت وسائل الإعلام بقصة "الأمن" التي نسج فصولها "نايف" خلال 37 عاماً لكانت كافية في محاسن الفقيد.
ربما لا يشعر بنعمة "الأمن" إلا من فقده ورأى "الخوف" يسكن الناس وشاهد الجريمة ترعبهم، لكنه لا يخفى على أحد ما تنعم به المملكة من "أمن وأمان" يعيشه شعبها أينما حل وحيثما رحل، فلا يفكر "المواطن" بإقفال أبواب منزله، ولا يبحث عن سلاحٍ يحمله في أسفاره خوفاً من قاطع طريق أو مجرم هارب..
رحم الله "نايف بن عبدالعزيز" الذي رحل إلى جوار ربٍ كريمٍ، ورحمنا الله ونحن نعمل ونشقى بانتظار يوم المنية لنحاسب على أعمالنا.
أرسى "نايف" دعائم الأمن بالقوة واللين، وترك لمن يخلفه المقود ليقود مسيرة "الأمن" بقسوة على الظالم ورحمة وعطف على المظلوم وحكمة في تسيير الأمور.. وزارة الداخلية ترتبط بشكل مباشر بأمن "المواطن" وأمان "الوطن"، فهي التي تحرس حدود البلاد وتضبط أمن المدن وتنظم حركة السير وتتعامل مع الكوارث والحرائق وتقوم بأعمال الإنقاذ، وفوق كل ذلك هي المسؤولة عن إمارات المناطق وتنظيم أعمالها، وكل هذه الأمور تحتاج إلى توازن في العمل على نهج الفقيد يرحمه الله.
وكما يحتاج الأمير نايف منا الدعاء بالرحمة، يحتاج منا وزير الداخلية القادم الدعاء بالتوفيق، لأن هذا التوفيق أمنٌ لنا وللوطن.