وصف رئيس مركز حي النزهة بمكة المكرمة، الشيخ عادل أمين حافظ، اليوم الوطني الـ93 بالمناسبة العزيزة التي تتكرر كل عام، حيث يُتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن، ويعيشها في كل المجالات، حتى أصحبت المملكة، وفي زمن قياسي، في مصاف الدول المتقدمة، بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها، وحمايتها العقيدة الإسلامية، وتبنيها الإسلام منهجا وأسلوب حياة، حتى أصبحت ملاذا للمسلمين، ومهوى الأفئدة للجميع، والكل يترقب الوصول، وزيارة هذا البلد الطاهر، والاستمتاع به، وبسكينة المكان والزمان والأمن الممتد من شمالها إلى جنوبها، ومن غربها إلى جنوبها، وسط نعيم ورخاء يسر الناظرين، ويتمناه كل فرد يعيش في محيط الكرة الأرضية.

العناية بقبلة المسلمين

أضاف أن المملكة أولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها، وبذلت كل غالٍ في إعمارهما وتوسعتهما بشكل أراح الحجاج والزائرين. ولقد دأبت حكومة المملكة منذ إنشائها على نشر العلم، وتعليم أبناء الأمة، والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة، وعنايتها بتشجيع البحث العلمي، وصيانة التراث الإسلامي والعربي، وإسهامها في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية، وشيدت كذلك المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم.


نموذج ناجح في تاريخ الأمم

أشار حافظ إلى أن توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لهو تجربة متميزة للمجتمع الدولي، وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم، وأهمية إبراز ذلك النهج الذي تبنته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادئ الإسلام الحنيف، وكذلك في علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا، واحترام حقوق الإنسان في أسمى معانيها. كما أنها فرصة ثمينة أن نغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة، فيشعرون بالفخر والعزة، ونغرس في نفوسهم تلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها الملك عبد العزيز -رحمه الله- ونعمّق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة، حتى يستمر عطاء ذلك الغرس المبارك، فهذا العطاء صار على نهجه أبنائه البررة وصولا إلى قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله جميعا وأدامهم عزا للإسلام والمسلمين.

في مقدمة الدول المؤثرة

نوه حافظ إلى أن هذا اليوم الوطني الـ93 يجعلنا نتابع الأعمال السابقة والجهود المبذولة التي جعلتنا في مصاف دول العالم، وأن نكون في مقدمة الدول المؤثرة، وعندما نشاهد ذلك الحراك الفكري والإعلامي والاقتصادي نشعر بأننا قادمون ومقبلون على مرحلة مختلفة في كل الجوانب، وعلينا أن نواكب تلك المرحلة، وأن نسهم في الوصول إلى مضامين وأهداف تلك المرحلة، وذلك بأن تكون الدولة لها الاستقلالية التامة في كل مشاريعها وأعمالها المعرفية والتقنية التي بدأت في أن يكون هناك تنوع في مصادر الدخل، وأن تكون المداخيل متنوعة، وذلك بعدم الاعتماد التام على دخل البترول، وهو المتحكم الأول في رصد أعمال الميزانية، وهذه الأعمال التي جاءت هدفها هو أن يتم الاستفادة من ثروات المملكة المتنوعة التي في كل يوم نكتشف أن هنالك كنزا كبيرا سننعم به في القادم، وأن تكون هذه البلاد شامخة بعلمها ودينها المعتدل، وعبر سواعد أبنائها الذين سيقودون هذه التنمية، لكي تكون بلادنا كما تم التخطيط لها بكل عناية واهتمام.

وأضاف أن جهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خلال الفترة الماضية تعد رسالة سلام لكل دول العالم، ورسالة ووعيد لكل من يحاول الاقتراب من السعودية أو يحاول زعزعة أمنها وأمانها، وأن تبقى السعودية شامخة، قائدة، منارة للعلم والإسلام، ورمزا للمحبة والسلام، والجميع يعلم بأن السعودية منذ سنوات طويلة وهي تسير على خُطى ثابتة، ووفق مبادئ واضحة، تطمح في أن تستقل كل الدول العربية، وأن تكون دولا منتجة وقادرة على النهوض بشعبها، محافظين على ثرواتهم، وأن يمثلوا الإسلام الصحيح والمعتدل خير تمثيل بعيدا عن التطرف المقيت الذي دمر العديد من البلدان العربية.