وقال ولي العهد: إنه بصفتنا منتجًا عالميًا رائدًا للنفط ندرك تمامًا نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة.
كما أعلن الأمير محمد بن سلمان في 2022، انطلاق النسخة الثانية من «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» يوم 7 نوفمبر و«مبادرة السعودية الخضراء» يومي 11 و12 نوفمبر في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
الاستدامة الدولية
وحققت المملكة الريادة في حماية البيئة من خلال طرحها مبادرات محلية ودولية تعتمد على الطاقة النظيفة وتسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، ومن أهمها مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، واللتان تؤكدان التزام المملكة العربية السعودية بجهود الاستدامة الدولية، وتسهم في زيادة قدرات المنطقة على حماية الأرض من خلال وضع خطة ذات معالم واضحة تعمل على تحقيق جميع المستهدفات العالمية.
الموائل الفطرية
وتتضمن مبادرة السعودية الخضراء عددًا من المبادرات الطموحة من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، تمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة.
كما ستعمل على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تقدر بـ 600 ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.
الانبعاثات الكربونية
قال ولي العهد: إن مبادرة السعودية الخضراء ستعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94%.
وأوضح أنه بينما لا يزال هناك الكثير الذي يتوجب القيام به إلا أن المملكة مصممة على إحداث تأثير عالمي دائم وانطلاقاً من دورها الريادي، ستبدأ العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط، وتسعى بالشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، مبينًا أن البرنامج يهدف لزراعة (50 مليار) شجرة وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم، وهو ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل (ثاني أكبر مبادرة إقليمية من هذا النوع).
ولفت إلى أنه سيعمل هذا المشروع على استعادة مساحة تعادل (200 مليون) هكتار من الأراضي المتدهورة مما يمثل (5%) من الهدف العالمي لزراعة (1 تريليون) شجرة ويحقق تخفيضاً بنسبة (2.5%) من معدلات الكربون العالمية.
مستهدفات الرياض
وضمن برنامج الرياض الخضراء في 2023، تنفذ أعمال مشاريع شبكات المياه لريّ 7.5 مليون شجرة بمدينة الرياض بأطوال 1.350 كم، لنقل 1.7 مليون متر مكعب يومياً من المياه المعالجة لرفع معدل استخدامها لأغراض الرّي بنسبة 100%، بهدف تحقيق استدامة ريّ المساحات الخضراء لمشاريع الرياض الخضراء والمشاريع التنموية في الرياض.
وتتراوح أقطار الشبكات الرئيسية من 1.2 إلى 2.4 متر بالإضافة إلى شبكات فرعية تصل جميع أحياء مدينة الرياض، وبدأت أعمال التنفيذ وفق أحدث التقنيات والممارسات لتسريع تنفيذ الأعمال بما لا يؤثر على الحركة المرورية في المدينة، وبالاعتماد على أفضل تقنيات الريّ باستخدام نظام التحكم والمراقبة لإدارة مياه الريّ عن بُعد، كونها أحد الممكنات الرئيسية لتحقيق مستهدفات الرياض الخضراء وترتكز على مبدأ الاستدامة في الريّ باستخدام المياه المعالجة بنسبة 100%، مما يؤكد التزام البرنامج باستغلال الموارد المتجددة.
أعمال التنسيق
جرى تشكيل فريق فني مكون من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بهدف تسريع أعمال التنسيق، وتذليل العوائق، ومعالجة القضايا المرتبطة بتنفيذ شبكات مياه الريّ، وربط البرامج والخطط بين الجهات المعنية في تنفيذ المرافق العامة وذلك بالتنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، والمؤسسة العامة للريّ، وشركة المياه الوطنية.
وستخدم شبكات مياه الريّ التي يتم تنفيذها من قبل «الرياض الخضراء»، العديد من مشاريع الرياض الكبرى، مثل مشاريع صندوق الاستثمارات العامة، وهيئة تطوير بوابة الدرعية، وحديقة الملك سلمان، والمسار الرياضي، ومشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام.
و«الرياض الخضراء» هو أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمبادرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويستهدف زراعة أكثر من 7.5 ملايين شجرة في مدينة الرياض، وزيادة الغطاء النباتي إلى 9.1% من مساحة المدينة، ورفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء من 1.7 م2 إلى 28 م2 بما يعادل 16 ضعفًا عمّا هو عليه الآن، والارتقاء بالبيئة الحضرية لمدينة الرياض من خلال تشجير الأحياء السكنية، كما أنه يسهم في تحقيق أحد مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء ومستهدفات رؤية المملكة 2030، وهو زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة.
مكافحة التصحُّر
في 2023، نجحت هيئة تطوير محمية الملك عبد العزيز الملكية، بالتحول لإستراتيجيتها، إذ نجحت خلاله في تحقيق خريطة متنوعة من الإنجازات المحورية والمتوافقة مع التوجهات البيئية الوطنية، وعمدت الهيئة إلى المساهمة في تحقيق مستهدفات مبادرة «السعودية الخضراء»، من خلال البدء في زراعة 1.1 مليون شجرة في روضات التنهات والخفس الشمالية والجنوبية، لتحسين جودة الهواء، والحد من العواصف الغبارية والرملية، ومكافحة التصحُّر، وخفض درجات الحرارة في المناطق المجاورة، فيما اشتملت العمليات الزراعية على عدد من الأنواع النباتية المحلية مثل: الطلح والغضا والأرطى والسدر البري والرمث والأثل.
ورفعت الهيئة الملوثات والمخلفات الضارة عبر حملتها للنظافة الشاملة «لتتنفس» التي نفذتها بمشاركة المجتمع المحلي، والفرق التطوعية والجمعيات البيئية، والتي بلغت أكثر من 17 مليون كجم من المخلفات توزعت ما بين ثلاثة ملايين كجم من البلاستيك، و618 ألف كجم من المطاط، و36 ألف كجم من الحديد، و81 ألف كجم من الخشب، و13.5 مليون كجم من المخلفات العامة، ويأتي ذلك للإسهام في زيادة رقعة الغطاء النباتي، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة والموائل الطبيعية.
وأطلقت الهيئة في المحمية 94 كائنًا فطريًا، ما بين غزال الرمال (ظبي الريم) والمها العربي (الوضيحي) وطيور الحبارى والقطا، مما يُعزز جهودها في إكثار وإعادة توطين الأنواع المحلية المهددة بالانقراض، واستعادة التنوع الأحيائي في المحمية وتعزيز التوازن البيئي، يأتي ذلك من دور الهيئة في تعزيز التنوع البيولوجي.
وأطلقت خدمة إصدار تصاريح المناحل والنحالين، تزامنًا مع اليوم العالمي للنحل، مستشعرة بذلك أهمية النحل في النظام البيئي، ولكون المحمية تُمثّل بيئة نموذجية لتكاثر أعداد النحل.
السعودية الخضراء
- زراعة 10 مليارات شجرة
- إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة
- زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفًا
- إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق المستهدفات العالمية
- 1 % من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة.
- رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها
- 600 ألف كيلومتر مربع مساحة الأراضي
- تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية
- توفير 50% من إنتاج الكهرباء بالطاقة المتجددة
- محو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية
- رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94%.