لخصت أسئلة الفنانة سهير البابلي للنجم الكوميدي أحمد بدير، في المسرحية الكوميدية "ريا وسكينة" ـ "مين يغسلك هدمتك، مين يلمع جزمتك" ـ المعاناة التي يعيشها العزاب، ورغم أن يوم الجمعة يحظى بطقوس خاصة، تتقاطع قواسمها لدى العزاب والعوائل في زيارة الأصدقاء، والتسوق، إلا أنه مع ضغط الدوام، وضيق الوقت طوال أيام الأسبوع، يبقى "ماراثون" الغسيل، وتجهيز الوجبات الدسمة أبرز ما يميز جمعة العزاب.
وتتضاعف هموم "حياة العزوبية" إذا صاحبتها غربة عن الأهل والأصدقاء، ولله در المقيم الأعزب المغترب عن أهله؛ حيث يجتمع وجع الغربة وهمّ العزوبية ليصنعا حياة قاسية، تفرض على صاحبها الإقامة الجبرية داخل مربع الضيق.
وفي زيارة "الوطن" لشقة عزاب مقيمين بحي البادية بالدمام، كان المكان يلخص معاناة قاطنيها مع العزوبية، والغربة؛ حيث صالة فسيحة يحتل التليفزيون أحد أركانها، وتتوزع علب المشروبات الغازية الفارغة -التي تحولت بدورها لطفايات- في أركان الصالة، وترمس شاي برفقته كاسات فارغة، وأكياس مطاعم، وتكايات متناثرة، بينما تمثل الملمح الأبرز في ابتسامة رضا تراها في وجوه من يكسرون رتابة المكان بضحكات رنانة، و"نكات" ربما كانت قديمة، لكنها تغري على الضحك.
يقول المقيم السوداني عمر حسن إن العزوبية أصلاً بلاء، وفي الغربة تصبح مصيبة وابتلاء، والأعزب المغترب، خياراته محدودة، وتنحصر في البقاء داخل سكنه، أو التجول في الأسواق.
ويضيف: معظم العزاب يقضون يوم الجمعة في غسيل ملابسهم، ويجدونها فرصة لإعداد وجبة دسمة تعوض أكل المطاعم طوال الأسبوع، حيث لا تسمح ظروف الدوام بممارسة أي من العملين- الغسيل والطبخ- وسط الأسبوع".
ويصف المقيم المصري خلف عبدالراضي يوم الجمعة بالنسبة للعزاب بيوم الاستشفاء بعد عناء أسبوع عمل، وفرصة لالتقاط الأنفاس يستغلها المقيمون في تنظيف مساكنهم، وقضاء حوائجهم الخاصة من غسيل، ومشاوير، وأحياناً زيارة الأصدقاء في مدن قريبة من مساكنهم، مشيراً إلى أن العزوبية واحدة سواء أكانت في الغربة أو في أرض الوطن، طالما أن الشخص بعيد عن أسرته.
أما أحمد البحيري الذي يعمل مدرساً بأحد المدارس الأهلية بالخبر، فيرى أن من المشاكل التي تواجه العزاب صعوبة ارتياد الأماكن العامة، مثل الحدائق والمولات التجارية؛ حيث لا يسمح بدخول العزاب لها، ويقتصر ذلك على العائلات، مضيفاً أن هذا المنع المفروض على العزاب ينطبق أيضاً على معظم الشاليهات والأسواق التجارية والمطاعم، وهو ما يعني قضاء يوم الجمعة أمام التليفزيون أو في المطبخ، موضحاً أن مغسلة الملابس تتكفل بغسيل الأسبوع.
ويلخص مصطفي سلطان (مقيم يمني يعمل بوكالة دعاية بالخبر)، مواصفات الأعزب في أنه، "مسكين، مديون من جميع الناس، .. راعي البقالة، والمغسلة، والمطعم، ويوم الجمعة بحياته، يقضيه بين الغسيل والمكالمات، وبالطبع ينتهز الفرصة ليختبر موهبته في الطبخ، بعيداً عن سخرية الزوجة والأهل".