"التنمر المدرسي".. يصفه المتخصصون في علم النفس التربوي بأنه سلوك عدواني له العديد من الأشكال في أوساط الطلاب، قد يكون اعتداء لفظيا أو بدنيا أو تآمرا أثناء اللعب في باحات المدارس لإذلال طلبة آخرين لجعلهم محطا للسخرية والاستهزاء أمام الزملاء. ويظهر ذلك السلوك العدواني في محيط المدرسة على شكل عصابات صغيرة يترأسها قائد يلقي الأوامر وينسق للمؤامرات.

ويحذر الأخصائيون من هذه المشكلة، مؤكدين أنها ككرة الثلج التي تكبر، وتؤثر على شخصية الطالب بصورة تمتد معه إلى مراحل عمرية لاحقة، وقد تنتقل آثارها إلى محيط الأسرة ومن ثم المجتمع، مطالبين بالوقوف على أسبابها، واختيار العلاج الأنجع للقضاء عليها منذ البداية.

وعن أسباب مشكلة التنمر المدرسي تقول أخصائية الطب النفسي هدى الحسن: "من أهم الأسباب التي تقود الطالب لمثل ذلك السلوك العدواني الأسرة التي تهمل بعض السلوكيات السلبية التي تظهر من الأبناء، أو تدني المستوى الدراسي للطالب، فعادة ما يحاول الطالب أن يعوض فشله وتقصيره الدراسي بسلوك عدواني، وربما يكون عدم قدرة الطالب على الاندماج الاجتماعي، وتكوين علاقات داخل محيط المدرسة، وضعف مهارات الطالب الاتصالية مع غيره من الطلاب سببا في التنمر المدرسي".

وأضافت أن الطلاب يحتاج داخل محيط المدرسة إلى تنمية مهارات الاتصال من خلال الأنشطة اللامنهجية، وإشراك الذين يلاحظ عليهم هذا السلوك في الإذاعة المدرسية والأنشطة المختلفة.

وتقول رئيسة قسم الإرشاد الطلابي جوازي بطيحان الشراري: مشكلة "التنمر المدرسي" قد تتفاقم وتزيد خطورتها إذا لم تعالج منذ بدايتها بالوقوف على أسبابها بطريقة علمية، حتى نخرج بحلول مرضية للحد من تأثيرها بين الطلاب.

وعن مدى انتشار مثل تلك المشكلة في صفوف الطلاب والطالبات تقول: مشكلة التنمر المدرسي تزيد في مجتمع الذكور عن الإناث، فمهما يكن الوضع فتنمر الجنس اللطيف غالبا ما يتصف بالنعومة، وتقتصر صوره على الإيذاء اللفظي غير المباشر كالنميمة، أو إثارة الإشاعات، بخلاف الذكور الذين يترجمون التنمر إلى الإيذاء البدني والاعتداء بالضرب سواء المباشر أو غير المباشر بدفع الآخر أو احتكار الألعاب والسيطرة عليها من قبل الطلاب المتنمرين.

وتضيف الأخصائية النفسية ومشرفة في قسم الموهوبات الجازي ندر "من المهم جدا أن يثقف المرشد الطلابي ذاته بالقراءة في كتب تتطرق لكيفية التعامل مع الطلاب، وما يتعلق بالمشكلات السلوكية التي قد تظهر وتنتشر في سن أو مرحلة معينة، وبالتالي لابد أن يقف الأخصائيون في المدرسة من المرشدين والمرشدات على معالجة تلك المشكلة في مجتمع المدرسة، وأن تكون هناك برامج للعلاج واسعة الأفق، بحيث نضع أيدينا على المشكلة وأسبابها، وتحديد أنسب الطرق لمعالجتها.