أعود لمكتسبات الهلال التي يتعين الحفاظ عليها، لأن بعثرتها تعني إضعاف مرتكز هذا الفريق الصامد في وجه الظروف مهما كانت حدتها، ولو واجهت فريقا آخر لربما هوى لمؤشرات متدنية. لكن الهلال قاومها بكل بسالة. صحيح تسقطه مرة، لكنه ينهض مرات، ويكسب المعركة على الرغم من حدة الصراع. وفي هامش التغيرات التي حلت على الفرق السعودية، ما زال يحتل قمتها التي كان الجميع يتوقع أن الأهلي الجديد سيكون فارسها، لكنه تعثر بشكل مؤسف، وبخماسية من الفتح الذي تلقى هذا الرقم من النصر الجامح، وكأنه لقاح لأبناء الأحساء، والضحية قلعة الكؤوس في ليلة لا تنسى، بل إن الحارس العالمي السنغالي ميندي هو الآخر لم يسبق أن تلقى مثل تلك النتيجة طول تاريخه، وبتلك الطريقة.
وربما أن الجولة الأخيرة قبل التوقف كشفت معالم كثيرة في عالم المنافسة، لعل أبرزها نواحي النقص في الاتحاد، وسوء التنظيم الدفاعي بالهلال وفي مركز المحور، والحال المهترئة للشباب، وربما كان النصر الأكثر توازنا على الرغم من خسارته ست نقاط في مستهل مشوار الدوري. اللافت أن من بين أجانب الهلال ما زال البرازيلي ميشيل الأكثر امتلاكا للحلول، إلى جانب المدمرة الصربي ميتروفيتش.
وفي الأهلي، اختفت الوجوه التي صنعت الفارق في الجولات الأربع، بعد تألق بن دبكة وباتنا في الفتح بصورة تعكس تميزهما في زحمة العناصر الأحادية.
وختام إثارة الجولة الخامسة تجلى في خبر رفض لجنة الانضباط احتجاج الشباب ضد النصر حول عدم نظامية مشاركة اللاعب مختار علي في مباراة الفريقين، لحمله وثيقتين بتاريخي ميلاد مختلفين، وهو أمر كان متوقعا.
عموما، كشفت قرعة كأس العالم للأندية مواجهة ليست سهلة للاتحاد أمام أوكلاند سيتي، أحد أشهر الأندية في نيوزيلندا وقارة أوقيانوسيا، والذي حقق لقب دوري أبطال أوقيانوسيا إحدى عشرة مرة، آخرها عام 2023. كما يُعتبر أكثر الأندية مشاركةً في كأس العالم للأندية.