كانت المملكة وما زالت وستستمر بعون الله من أهم الدول على مستوى العالم في محاربة الإرهاب والتطرف، وذلك انطلاقا من الأسس التي وضعها ديننا الحنيف والتي تبناها قادة هذه البلاد المترامية الأطراف، ونحن اليوم إذ نعيش أحزان الوطن في وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي ندعو الله العلي القدير أن يتغمد روحه بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وسائر الشعب السعودي وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الصبر والسلون، فإننا في ذات الوقت نسترجع الدور الكبير الذي قام به ـ رحمه الله ـ في حماية أمن البلاد من كل الأخطار المحدقه بها.

فلقد عاشت المملكة خلال السنوات الماضية وحتى وقت قريب الكثير من التقلبات والتحديات، منها ما كان محركه داخليا ومنها ما كان يدار ويحاك من أعداء الوطن من الخارج، وقد كان المرحوم الأمير نايف وباقي بواسل الداخلية هم الحصن المنيع والدرع الواقي والضامن بعد الله لاستقرار البلاد داخليا، والحامي لوحدة هذا الوطن الغالي واستقراره السياسي أمام كل هؤلاء الأوباش من حاقدين طائفيين وانتهازيين فئويين وخوارج منغلقين.

لقد انتقل نايف لجوار ربه، وقد ترك للوطن اليوم أرضية قوية ونظاما متماسكا لأمن الوطن، وهي تركة ندعو الله صادقين أن تحسب عند رب العالمين حسنات في ميزان أعماله، فبلادنا اليوم تعيش وسط منطقة ملتهبة يحيط بها العدو الواضح والآخر المستتر والمتربص بنا، وإن كنا كدولة وشعب نأمل في أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة لا بد لنا في أن نتراص جنبا إلى جنب في حماية مقدراتنا وثوابتنا التي كانت دوما همًا أساسيا في حياة الأمير نايف، وستبقى دون شك هما أساسيا لدى من يتولى مهامه كخير خلف لخير سلف بإذن الله.

الحديث عن الأمن هو حديث الوطن والمواطن، وهمنا في أمن وطننا هو واجب وطني لا يمكن أن يرى بغير ذلك، وقد كان نايف من أهم الدعاة إلى أن يكون الحامي الأول للوطن هو المواطن نفسه، وهي دعوة أصبحت دون شك أحد مكونات النزعة الوطنية الصادقة اليوم، التي تجلت بوضوح بالدور الكبير الذي قام ويقوم به المواطن في مواجهة التطرف من جهة ودعم الجهات الرسمية من جهة أخرى في كل مجهوداتها التي تهدف إلى حماية الوطن والذود عنه من جميع التيارات المتعصبة والجماعات الإجرامية والتكتلات المرتزقة.