بقيت الحرب المسعى الأكثر دموية للبشرية، وصنف بعضها على أن الأعنف في التاريخ، فما هي الحروب التي تصنف كذلك.

حرب الـ30 عامًا

استمرت حرب الثلاثين عامًا رسميًا من عام 1618 إلى 1648، على الرغم من أن جذور الصراع بدأت قبل ذلك بكثير، وما بدأ كحرب أهلية دينية بين الدول الكاثوليكية والبروتستانتية في الإمبراطورية الرومانية، والتي كانت في الواقع مجرد اتحاد كونفدرالي فضفاض من الممالك الصغيرة، امتد ليشمل كل القوى الكبرى في أوروبا ذلك الوقت. و30 عامًا هي فترة طويلة لشن الحرب، وأدى ذلك القتال إلى بعض إحصائيات الضحايا المذهلة، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 8 ملايين شخص ماتوا خلال تلك العقود الدموية، ولم يتم توزيع هذه الخسائر بالتساوي، وبما أن القتال كان يتركز داخل حدود الإمبراطورية الرومانية القديمة، فقد عانت ألمانيا المعاصرة أكثر من غيرها، فقد مات حوالي 20% من إجمالي سكان المنطقة خلال الحرب.


كما لاحظت لايف ساينس، أن حرب الـ30 عامًا كانت أكثر فتكًا من الموت الأسود والحرب العالمية الثانية، وحتى الآن يتواصل العثور على مقابر جماعية هائلة تحتوي على آلاف الجنود من الصراع، والواقع أن أوروبا تغيرت إلى الأبد بفِعل هذا الصراع، وخاصة بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح التي خلفت فراغًا هائلاً في المجتمع.

حرب التكنولوجيا

جلب القرن العشرين عددًا من الابتكارات المذهلة والإنجازات التكنولوجية الجديدة، لقد اكتشفنا كيفية الطيران، وطورّنا الراديو والسيارات، ورفعنا فن قتل بعضنا البعض إلى مستويات لا يمكن تصورها، لفترة طويلة، تمت الإشارة إلى الحرب العالمية الأولى ببساطة باسم «الحرب العظمى»؛ لأنها كانت أكبر صراع شهده التاريخ، وفقًا لمكتبة الكونجرس، وهناك عاملان قادا الحرب العالمية الأولى إلى ملايين الضحايا، وهو عدد لا يمكن تصوره.

ومرت الأيام الأولى للحرب بسرعة، حيث حققت ألمانيا انتصارات سريعة، لكن الخطوط الأمامية سرعان ما توطدت، تاركة ملايين الجنود جالسين في الخنادق دون حركة تذكر.

وفي الوقت نفسه، تشيرالموسوعة البريطانية المحدودة «بريتانيكا» إلى أن زيادة الميكنة جعلت حتى المواجهات الصغيرة مميتة، وأن استخدام الابتكارات مثل الغاز السام جنبًا إلى جنب مع المدفعية الدقيقة طويلة المدى خلق السيناريو المثالي للوفيات الجماعية؛ فاليوم الواحد يمكن أن يؤدي إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص، ويقدر العدد النهائي بنحو 18 مليون شخص، وهذا لا يحسب عدد الأشخاص الذين قتلوا بسبب الأنفلونزا التي تنتشر عن طريق تحركات القوات. الوهم والشياطين

جرت حرب دموية أخرى في عهد أسرة تشينغ الصينية، عدّت من أكثر الحروب دموية في التاريخ، وهي تمرد تايبينغ، ووفقًا للتاريخ، عاد رجل يُدعى هونغ شيوتشيوان إلى منزله بعد رسوبه في امتحانات الخدمة المدنية الصينية في عام 1837 وأصيب بالحمى، وحلم لمدة يومين بمحاربة الشياطين في الجنة، وخرج من مرضه مقتنعًا بأنه «ابن الإلهة»، وحاول هونغ العودة إلى الحياة الطبيعية، لكنه استسلم ببطء لهذا الوهم وشكل جمعية لعبادة الآلهة (GWS)، انتشرت أفكار الجمعية في جميع أنحاء الريف الصيني، وجذبت عددًا من شعب الهاكا الذين عاشوا في فقر إلى حد كبير.

وتشير مجموعة التاريخ إلى أن حكام تشينغ، الذين انزعجوا من نمو الطائفة، وشراء البارود والأسلحة (من أجل محاربة «الشياطين» التي رأى هونغ أنها تدمر الصين)، هاجموا (GWS) في عام 1851، والمثير للدهشة أن (GWS) كانت في البداية ناجحة بشكل لا يصدق، استمرت الحرب لسنوات، وانتهت في نهاية المطاف في عام 1864 بوفاة هونغ -على الرغم من استمرار بقايا (GWS) المتناثرة في القتال لسنوات.. في تلك الحرب قُتل ما يزيد على 20 مليون شخص.

بلا معدات

عندما نفكر في حروب مدمرة تخلف ملايين الضحايا، فإننا نميل إلى افتراض أنها يجب أن تتضمن تكنولوجيا حديثة جدية وعلى نطاق عالمي؛ لذا تخيل مدى صعوبة قتل 36 مليون شخص في القرن الثامن قبل استخدام البنادق أو المدفعية أو القنبلة الذرية فائقة الكفاءة.

في عام 755، اعتقد الجنرال آن لوشان أنه حان الوقت لإبعاد «أسرة تانغ الصينية» وسعى إلى إنشاء أسرة جديدة -أسرة يان- مع نفسه كإمبراطور.

واستخدم طرفا الصراع التدمير الشامل للمدن والمحاصيل كتكتيك، مما أدى إلى معاناة لا تصدق وعدد من الوفيات، وتمكن التانغ من إعادة تجميع صفوفهم وخنق التمرد ببطء، حيث ذكرت صحيفة بريتانيكا أن التانغ استعادوا العاصمة في نهاية المطاف عام 763، ومع ذلك، لم يحدث هذا إلا بعد مقتل عدد لا يصدق من الناس.

وحقق آن لوشان نجاحات أولية، وبحلول عام 756، كان قد طرد إمبراطور تانغ من العرش، لكن هذا النصر كان عابرًا، لأن لوشان كان مصابًا بالجنون وغير مستقر، وقد قُتل على الفور على يد ابنه، الذي قُتل بعد ذلك على يد جنرال متمرد آخر، شي سيمينغ.

الحرب العالمية الثانية

شارك في الصراع أكثر من 30 دولة، وتضمن كمية لا تصدق من المواد، وشمل أعدادًا هائلة من القوات، كان بها أكبر هجوم برمائي في التاريخ العسكري، وشارك فيه مئات الآلاف من الجنود، وكانت تلك عملية واحدة من عمليات الحرب.

وتحمل الحرب العالمية الثانية الرقم القياسي لأعلى عدد من القتلى في الحرب حسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بنحو 85 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم. والأمر المثير للصدمة بشأن عدد الضحايا الذين تعرضوا خلال الحرب العالمية الثانية هو مدى قصر الصراع نسبيًا، حيث امتدت حروب أخرى لعقود من الزمن، وأسفرت عن عدد أقل من الوفيات، لكن الحرب العالمية الثانية استمرت 6 سنوات فقط.

وفي تلك السنوات الـ6، وقعت بعض الأحداث المميتة خارج نطاق القتال والدمار المعتاد، حيث سعى النظام النازي في ألمانيا إلى ارتكاب إبادة جماعية وقتل بوحشية ما يصل إلى 11 مليون شخص، وفقًا لـ«واشنطن بوست»، وفي أماكن أخرى طور الأمريكيون الأسلحة واستخدموا القنابل الذرية الأولى في العالم، مما أضاف أكثر من نصف مليون حالة وفاة إلى العدد الإجمالي في فترة زمنية قصيرة جدًا، وفقًا لتقارير مجلة نيوزويك.

حرب الثلاثين عامًا

8 ملايين قتيل

كانت حربا طويلة جدًا وأكثر فتكًا من الموت الأسود

الحرب العالمية الأولى

18 مليون قتيل

تتميز بعاملين قادا إلى ملايين الضحايا، وهما التكنولوجيا والركود

تمرد تايبينغ

20 مليون قتيل

قاد الحرب من أجل تحقيق حلم محاربة «الشياطين»

تمرد آن لوشان

36 مليون قتيل

استخدم طرفي الصراع التدمير الشامل للمدن والمحاصيل كتكتيك عوضا عن المعدات

الحرب العالمية الثانية

قتل ما يصل إلى 85 مليون قتيل