في المقال السابق تحدثت عن الاستثمار وكيف ينجح الإنسان، وختمته بكيف أبدأ مشروعي، وأولها أن أجد الفكرة المناسبة التي استثمر بها.. وهنا نكمل:

ثانيًا: البحث: بعد أن تحدد الخدمة أو المنتج الذي ستقدمة لا بد من البحث والتقصي المعمق العملي المنطقي الواقعي، مثل البحث في مواقع الإنترنت، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، سؤال الأقارب والأصحاب، وزيارة المواقع والمحلات المشابهة، والتواصل معهم ومعرفة أسلوب العمل. كذلك لا بد من تحديد الفئة المستهدفة هل هم الذكور أم الإناث، هل الأفراد أم العائلات، الأطفال أم الشباب، أم كبار السن والحالة المادية، هل يستهدف الطبقات العاملة أم المتوسطة أم الفئة المترفة، كذلك التوزيع الجغرافي هل هي منطقة أعمال أم مساكن عائلات أم منطقة أعمال أو أطراف المدن وغيرها؟

ثالثًا: التكاليف والخطة التشغيلية: لا بد من معرفة التكاليف المادية وهي من أهم وأعقد وأخطر الأمور في المشروع التجاري هل سيقوم بتمويلها ذاتيًا أم من خلال القروض أو إدخال شريك، والشركاء أنواع إما شريك عامل أو شريك تمويلي أو شريك إستراتيجي فلا بد من تحديد الحاجة لنوع الشريك «لا بد أن يكون اتفاقكما واضحا وصريحا ومفصلا، وكما يقال تعاملوا كأغراب وتصاحبوا كإخوة» وبعد تحديد التكاليف المالية التقريبية التقديرية «لا بد أن تتوسع في توقعاتك وتزيدها بين 10-15% تحت بند احتياطي لما يستجد» لأن المصاريف عادة تفوق التخطيط ويجب أن تكون التكاليف تغطي فترة التخطيط والإجراءات الحكومية مثل التراخيص والسجلات والرسوم والضرائب وغيرها، كذلك قيمة الآلات والأثاث والديكور والإيجارات والتسويق والإعلان ورواتب الموظفين وقيمة المواد والإكسسوارات وفواتير الخدمات كالماء والكهرباء والاتصالات وغيرها. فإن كان بالإمكان توفير هذه التكاليف فننتقل بعدها للخطة التشغيلية وإدارة المكان والعمالة والتشغيل والتسويق ومتابعة الأعمال والنظام المحاسبي للعمل، والأخذ بالاعتماد التغطية المالية كاملة، الجوانب القانونية والتسويقية والتشغيلية واختيار اسم تجاري ثم تسجيله وإصدار التراخيص اللازمة.


رابعًا: التنفيذ: وهي مرحلة مفصلية خصوصًا في أولها لأنها تحتاج إلى إدارة وقيادة ومتابعة دقيقة دائمة لأنه في بداية العمل تظهر المشكلات والأمور الطارئة حتى تستقر الأمور من خلال المتابعة والمراقبة والتحكم والتطوير، وليعلم أي راغب في النجاح أن النجاح ليس طريقًا مفروشًا بالورد وسهلا «لولا المشقة ساد الناس كلهم»، فلا بد من التعثرات والفشل والخسارة والتعب. فالفشل معلم صارم صادق صادم، وطعم النجاح لا يعادله شيء.

أخيرًا التوكل على الله قبل كل شيء هو الأهم وحسن النية، والله الموفق.