كرم مهرجان الجزائر الدولي للمسرح في دورته الثالثة والذي اختتم أعماله أخيراً في مدينة بجاية، الكاتبة المسرحية الدكتورة ملحة عبد الله التي حلت ضيف شرف على المهرجان . وقالت الدكتورة ملحة في تصريح إلى " الوطن" جاء هذا التكريم ليؤطر مسيرتي بضلع ثالث ليكتمل المثلث الهام في مسيرتي؛ الأول تكريم الوطن الغالي وهذا أسبغ على مشواري اعترافا وألقاً وقامة تمتد جذورها فى عمق تاريخ الوطن بعاداته وتقاليده وتعاليم الدين الحنيف،الثاني تكريم الأزهر الشريف وهو ما أسبغ على مسيرتي هوية تحترم تعاليم الدين فلا تحيد عنها في تناولاتها المسرحية، كما أنها أسبغت سمة الهوية الإسلامية على المسرح في الوطن العربي بوجه عام وعلى المسرح السعودي بصفة خاصة، والثالث هو تكريم الجزائر وخاصة من مدينة بجاية والتي تعني الشمعة المضيئة، فهو موطن العلوم ومنطلقات ابن خلدون والثعالبي وغيرهما من العملاء، ومع ذلك فأنا أعتز بجميع التكريمات التي حصلت عليها في أنحاء الوطن العربي وتأخذ مكان حبة القلب من مشاعري.

إلى ذلك شهدت الفعاليات العلمية للمهرجان جدلاً حول نظرية البعد الخامس في المسرح والتي طرحتها الدكتورة ملحة خلال مشاركتها في المهرجان، وهي النظرية التي اعتمدتها جامعة بركلي الأميركية كنظرية علمية في المسرح ، بحسب الدكتورة ملحة التي دعت لجعل البعد الخامس عقيدة جديدة في التلقي والمسرح، ما فجّر سجالاً حاداً حول مشروعيّة الجزم بالأشكال المسطّحة، بين العديد من الباحثين والنقاد والمسرحيين المشاركين بالمهرجان، ومنهم أستاذ النقد بجامعة السربون الدكتور واسيني لعرج والناقد المغربي الدكتور عبد الرحمن زيدان والناقد المسرحي حسن المنيعي من المغرب، والفنان منصور المنصور من الكويت وغنام غنام من الأردن والمسرحي حبيب رضا من الجزائر .

ودافعت الدكتورة ملحة عن نظريتها ، بقولها إنها تحث على استخدام الوجدانيات في تصنيع نمط حكي مغاير ينحت شخوصاً تحفز البواطن وتكفل إيصال أضلاع العملية المسرحية إلى قمة النشوة والتلاقح، بما ينتج مسرحاً عربياً حداثياً مختلفاً يتعدى تنميطات الدراما المستهلكة، وبعيداً عن الاستسهال والعبث.

وتابعت : إنّ تنظير البعد الخامس قائم على تحليل سيكولوجي، بما ينتج تعدد التلقي لإدامة المتعة والتفرّد، منوّهة بأنّ الخط العربي ينطوي على بعد خامس بظلاله الروحانية والعقائدية، تماماً مثل سيرة أبو زيد الهلالي ، ما يفرض على المبدع نحتها وجدانياً لعرضها على الناس، وهو ما فعله توفيق الحكيم ويوسف إدريس وغيرهما، بحسب قولها.