أرسل بنك الدم بالمنطقة الشرقية 400 وحدة دم مشاركة منه في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وهو ما يمثل 10% من مجموع الوحدات التي يجمعها سنويا عن طريق التبرع، وهي 4 آلاف وحدة، وترسل بنوك الدم كميات من الدم سنويا للمشاعر المقدسة لمواجهة الحالات الطارئة في الحج والعمرة التي تستلزم نقل الدم.

صرح بذلك مساعد المدير العام للشؤون الصحية للخدمات المساندة في المنطقة الشرقية، والمشرف العام على المختبر الإقليمي وبنك الدم بالمنطقة الشرقية استشاري أمراض الدم المخبرية الدكتور علي بن سعد الشمري، مؤكدا أن عملية التبرع بالدم تخضع لاشتراطات عدة، وتنفذ بآلية محددة، لضمان صحة المتبرع من ناحية، وسلامة المريض الذي سينقل إليه الدم من ناحية أخرى، ويصل التدقيق إلى هيئة المتبرع وملابسه وسلوكه.

وأشار إلى أن المنطقة الشرقيـة أكثر المناطق استهـلاكاً للدم بسبب انتشار أمراض الدم الوراثية، إلى جانب وجـود بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى نقل دم باستمرار، مثل المصابين بأنيميا البحر الأبيض المتوسط، أو الأنيميا المنجلية الحادة أو مضاعفاتها، مبيناً أن التحدي الحقيقي يكمن في تكوّن أجسام مضادة في دم المصابين بعد تكرر نقل الدم تمنع نقل الدم إليهم، حتى من فصيلة الدم نفسها، وهذا يشكل صعوبة في إيجاد فصيلة دم مطابقة لهم.

وأضاف الشمري أن "افتتاح مركز جراحة القلب زاد من استهلاك الدم، فكل مريض يستهلك من 6 إلى 10 وحدات عند إجراء العملية الجراحية، لذلك فالمركز يقوم بشكل رئيسي على ما يوفره بنك الدم من وحدات دموية، مشيرا إلى أن الفصائل السالبة هي أكثر فصائل الدم ندرة ويواجه البنك مشكلة في توفيرها.

وأشار إلى أن حالات الولادة إلى جانب المصابين بأمراض الدم الوراثية في المراحل المتقدمة، يستهلكون كميات كبيرة من الدم، موضحا أن للدم عمرا افتراضيا، حيث تبلغ المدة الزمنية لصلاحية استخدام كريات الدم الحمراء من 35 حتى 45 يوما قبل أن تصبح عديمة الفائدة.

وحول آلية التبرع بالدم قال: إن "المتبرع منذ دخوله لبنك الدم يتم تقييم صلاحيته للتبرع فيتم مبدئياً أخذ معلومات دقيقة عنه كهيئة المتبرع الشخصية، وملابسه، وسلوكه، فلو كان بملابس غير ملائمة، أو صاحب سلوك سيئ، يستبعد".

ويضيف أن "المتبرع يعبئ استبيانا يشمل بعض الأسئلة كعدد مرات التبرع، ووجود تاريخ مرضي سابق، إضافة إلى الأسئلة الشخصية التي تتعلق بممارسة علاقات غير شرعيـة، أو السفر، أو غير ذلك من الأسئلة، كتعرض المريض للحجامة، أو تعاطي بعض الأدوية وريديا".

وقال الشمري "نحرص على المتبرع أيضاً، فقد يكون تبرعه بالدم سبباً في ضرر قد يقع عليه، كأن يكون قد بذل جهدا كبيرا قبل تبرعه، أو أنه بقي ساعات طويلة لم يخلد فيها للنوم بشكل جيد قبل مجيئه للتبرع، أو عدم تناوله الطعام عند مجيئه صباحاً، فهذه الحالات تجعلنا لا نقبل بالتبرع خوفاً على المتبرع نفسه".