كشفت مناشدات الطوارئ لإغاثة محاصري السودان وأطفال النيجر الوجه السيء من الانقلابات، حيث حث مسؤول إغاثة دولي المجتمع الدولي على تقديم المزيد من الأموال لمساعدة السودانيين المحاصرين في القتال المستمر منذ شهور بين الجيش وقوات الدعم السريع.

واستقبلت مصر أكثر من 272 ألف لاجئ سوداني حتى أول أغسطس، ورغم أن العمليات على الجانب المصري كانت منظمة، إلا أن المسؤول أكد أن هناك طوابير طويلة للسودانيين على الجانب السوداني في انتظار السماح لهم بدخول مصر.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» أنّ أكثر من مليوني طفل «بحاجة لمساعدة إنسانية» في النيجر، الدولة التي تشهد هجمات إرهابية وفاقم الأوضاع المتردية فيها أساسًا انقلاب نفذه مؤخرًا الجيش وردت عليه دول مجاورة بفرض عقوبات.


داخل السودان

وقال جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إنهم تلقوا ما يصل إلى %7 فقط من مبلغ 45 مليون دولار الذي ناشدوا المجتمع الدولي لتقديمه لمساعدة الموجودين داخل السودان وسط الحرب المستمرة منذ أبريل.

وأضاف: «النداء الذي أوجهه إلى شركائنا والمانحين هو أن الاحتياجات حقيقية، فالناس يعانون في البلاد، والوضع يتدهور، وهم بحاجة إلى مساعدة عاجلة، لذا فإن التضامن والكرم العالميين مطلوبان تمامًا»، و«من وجهة نظر الهلال الأحمر، لدينا إمكانية الوصول.. ما ليس لدينا هو الموارد، ليس لدينا تمويل.. إذا كان لدينا التمويل، فإنه سيمكننا توفير المزيد من الأدوية للبلد، ويمكننا الحصول على المزيد المياه للبلد.. وإيصال المزيد من الغذاء في الوقت الراهن، يتمثل التحدي في الموارد».



اندلاع التوترات

وغرق السودان في حالة من الفوضى في منتصف أبريل عندما اندلعت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى، وحوّل الصراع الخرطوم ومناطق حضرية أخرى إلى ساحات قتال، ويعيش الكثير من السكان حاليًا بدون ماء وكهرباء، بينما نظام الرعاية الصحية في البلاد على وشك الانهيار، كما شهدت منطقة دارفور المترامية الأطراف بعضًا من أسوأ نوبات العنف في الصراع، وتحول القتال هناك إلى اشتباكات عرقية.

هذا وأجِبر أكثر من 3.4 مليون شخص على الفرار من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان، وفقًا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، وأضافت الوكالة أن أكثر من مليون شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وتحدث تشاباغين إلى (AP) في القاهرة بعد رحلة إلى الحدود المصرية السودانية، حيث التقى مسؤولي الجمارك واللاجئين السودانيين الذين فروا من القتال في الخرطوم.

لاجئون

واستقبلت مصر أكثر من 272 ألف لاجئ سوداني حتى أول أغسطس، بحسب الأرقام الرسمية، وبالرغم من أن العمليات على الجانب المصري من الحدود كانت منظمة، فإن تشاباغين قال إن هناك طوابير طويلة للناس على الجانب السوداني في انتظار السماح لهم بدخول مصر.

وأضاف تشاباغين: «أصبحت العمليات على الجانب المصري من الحدود أكثر تنظيمًا الآن مقارنة بما كانت عليه قبل بضعة أشهر، كما أن الأشخاص الذين يفرون ويعبرون الحدود ليسوا بنفس العدد، قيل لي إنه ما بين 400 إلى 600 في اليوم الآن، بينما كان العدد يقدر بالآلاف في البداية، مقارنةً بالأيام الأولى من القتال، وفي بيئة مليئة بالتحديات لإدارة تدفق هذا العدد الكبير من الأشخاص، يبدو الآن أن هناك تنظيمًا أفضل بكثير.. ولكن في الوقت ذاته، كما رأيت واستمع إلى الأشخاص الذين عبروا الحدود، هناك طابورًا طويلاً على الجانب الآخر من الحدود للعبور».



مليونا طفل

ومن جهة أخرى في النيجر قالت اليونيسف في بيان «إن أكثر من مليوني طفل تضرّروا من الأزمة وهم بحاجة ماسّة إلى مساعدة إنسانية».

وذكر البيان أنه قبل الانقلاب الذي نفّذه الجيش في 26 يوليو وأطاح فيه الرئيس محمد بازوم كانت تقديرات اليونيسف تشير إلى أنه خلال هذا العام هناك في النيجر «1.5 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية، بينهم ما لا يقل عن 430 ألف طفل يعانون من أكثر أشكال سوء التغذية فتكًا»، وبحسب المنظمة الإغاثية الأممية، فإن هذه الأعداد قد ترتفع «إذا استمرّت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع، وضرب ركود اقتصادي العائلات والأسر والمداخيل».

كما حذر البيان من أن «الانقطاعات في التيار الكهربائي»، وهي آفة مزمنة في النيجر زادتها استفحالاً العقوبات التي فرضتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب «أفريقيا إيكواس» على هذا البلد إثر الانقلاب، تؤثر على سلسلة التبريد ويمكن أن تضر بفاعلية «لقاحات الرضّع» المخزّنة في المنشآت الصحية، ولفتت اليونيسف في بيانها إلى أنها «تواصل تقديم مساعدات إنسانية للأطفال في جميع أنحاء البلاد».

نداء عاجل

وأطلقت المنظمة الأممية «نداءً عاجلاً» إلى «الجهات الفاعلة» في هذه الأزمة لضمان وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية إلى النيجر، كما طلبت من الجهات المانحة استثناء الأموال المخصصة للمساعدات الإنسانية من العقوبات. والنيجر هي واحدة من أفقر دول العالم وتعتمد اقتصادياً على دول أجنبية، وزادت اقتصاد النيجر ترديًا الهجمات التي تشنها جماعات إرهابية في غرب البلاد وجنوبها الشرقي.