تعج العاصمة الأميركية بالتوقعات حول احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران. ويعارض العسكريون الأميركيون بقوة هذا التوجه قائلين إنه لن يسفر عن إنهاء مشكلة البرنامج النووي الإيراني وسيؤدي إلى الدفع بالمنطقة نحو فترة طويلة من التوتر. بيد أن هناك في نفس الوقت من يدفعون بقوة في هذا الاتجاه، فيما يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أيهود باراك لإقناع غالبية الوزراء بالموافقة على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية بحسب ما ذكرت صحيفة "هارتس" أمس. وقالت الصحيفة إن غالبية أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الذي يضم أهم ثمانية وزراء تعارض هذه العملية، مشيرة إلى أن "الخيار العسكري" ضد إيران لا يحظى سوى بتأييد نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان.
ويسعــى ديبلوماســـيون وعسكريون أميركيون معارضون للحرب إلى إبطاء أي تحرك نحو ضرب إيران عبر وسائل عدة.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل إن تعهد الولايات المتحدة بالاستجابة إذا ما طلبت دول الخليج دعماً عسكرياً في مواجهة أي تهديدات لأمنها "هو أمر قاطع وواضح ومعروف للجميع".
وقال ليتل " قيل في بدء العمليات في العراق أننا سنبقى هناك إلى الأبد ولكننا سحبنا أغلب قواتنا وسنخرج نهائياً في نهاية العام، وبالنسبة للخليج فإن لنا وجوداً فوق مياهه منذ الحرب العالمية الأولى. وفي الوقت الحالي فإن المؤكد هو أنه سيكون لنا وجود هناك أيضاً. ولكن كيف يبدو؟ وما هو قوامه؟ وأين؟ إنها أمور لا تزال محل البحث".
وتأتي تصريحات ليتل في وقت قال فيه السفير الأميركي السابق في الرياض والمساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي تشاز فريمان إن "الأمر في نهاية المطاف هو بأيدي الإيرانيين أنفسهم".
وقال فريمان إن بوسع الإيرانيين الإعلان عن إجراء تبدلات جوهرية في سياستهم الخارجية عن طريق قبول تقديم إجابات واضحة عن الأسئلة التي بعثت بها إليهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ حول بعض جوانب برنامجهم النووي، ومعاقبة المسؤولين الذين أشرفوا على تنفيذ برامج تهدف إلى الإخلال باستقرار دول الخليج، وإنهاء تلك البرامج بصورة قاطعة، والكف عن اتباع سياسات إقليمية من شأنها إثارة القلاقل في المنطقة. وأضاف"ليس بوسعي أن أقول إن ضربة عسكرية ستوجه إلى إيران ولا آمل ذلك بأي حال. ولكن بوسعي أن أقول إن طهران قادرة على وقف كل ما تراه سياسات معادية لها عن طريق الكف عن اتباع سياسات معادية للآخرين".
ونقلت "هارتس" على لسان العديد من الوزراء ومسؤولين كبار في الدفاع والعلاقات الخارجية أن تقرير اللجنة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني الذي سينشر في 8 نوفمبر الجاري سيكون له " تأثير حاسم" على الحكومة الإسرائيلية.