ويلفت مختصون إلى أن نسب من يعانون الشخير زادت في الفترة الأخيرة بسبب تغير طبيعة الحياة وكثرة الإجهاد والمشاغل، مؤكدين أنه منذ 1975 زادت نسبة الذين يشخرون في العالم مع تضاعف مستوى السمنة في جميع أنحاء العالم 3 مرات تقريبا منذ ذلك العام، حيث يعدون السمنة واحدا من المسببات المهمة للشخير.
والشخير هو الضجيج المزعج الذي يصدر عن الأنف والحنجرة في أثناء النوم، وهو يُعد من الحالات الشائعة جدًّا، والتي تصبح أكثر شيوعًا مع التقدم في السن.
شخير بالجملة
على الرغم من معاناة النساء كذلك من الشخير، فإنه يبدو أكثر انتشارا لدى الرجال. وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن نحو 41.5 % من السكان البالغين في المملكة المتحدة يعانون الشخير.
ويعلق استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى لندن بريدج، بافول سوردا: «الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشخير أو توقف التنفس في أثناء النوم من النساء، وهذا لأن الرجال لديهم مساحة أكبر في مؤخرة حلوقهم، لأنهم يميلون إلى أن تكون لديهم ممرات هوائية أكبر».
ويكمل شارحا آلية الشخير: «عندما نرتاح، يرتد لساننا ويملأ هذه المساحة في مؤخرى الحلق، ولكن كلما كبرت الفجوة زاد احتمال إصابتك بالشخير. أيضا، يميل الذكور إلى أن تكون لديهم نسبة أعلى من الدهون حول الرقبة، في الحنك الرخو والجزء العلوي من اللسان، بينما تميل النساء إلى زيادة ترسب الدهون في الجزء السفلي من مجرى الهواء. من المحتمل أن تملئ هذه المستويات بهرمون التستوستيرون. وقد أظهرت الدراسات أن الإناث اللواتي يعانين فرط إفراز هرمونات الذكورة أكثر عرضة للشخير 4 مرات».
ويضيف سوردا: «يوفر الإستروجين والبروجسترون أيضا الحماية من الشخير وتوقف التنفس في أثناء النوم. لذا، الرجال أكثر عرضة للشخير من النساء بسبب رقابهم السمينة والثقوب الكبيرة في مؤخرة الحلق، حيث تتلوى ألسنتهم ليلا مع تأثيرات مدمرة محتملة للشركاء في الفراش. ربما يجب أن تتضمن اتفاقيات ما قبل الزواج بين الجنسين فقرات حول السمنة المثلى للرقبة لدى الرجال، بحيث نحمي الزواج من التصدع بسبب مشكلة الشخير».
شكوى النساء
على الرغم من الاتفاع معدلات من يشخرن من النساء، فإنهن الأكثر شكوى من شخير الرجال، حيث تشكو معظم النساء من هذا الصوت المزعج الذي يؤرقها في المساء، ولا يجعلها تتمتع بنوم هادئ.
يقول أحمد عبدالله: «صوت شخيري يرتفع ليلا، ويسمعه حتى البعيدون عن غرفة نومي، وهذا الأمر يزعج زوجتي التي لجأت إلى سدادات الأذن، كي تنام بهدوء جانبي، ثم لجأت إلى تقليب وضعيتي على السرير في أثناء نومي، لكنها لم تصل إلى حل».
في المقابل، تقول إحدى الزوجات: «تعبت كثيرا منذ سنوات بسبب شخير زوجي، وحاولت أن يعالج بشتى الطرق. لكنه يرفض الذهاب إلى طبيب، فاضطررت إلى ترك غرفة نومنا، والنوم مع صغيرتي».
على حافة الانفصال
يشكو محمد الحسين من تأثير شخيره على زواجه، إذ يقول: «ارتفع صوت شخيري حسب ما تؤكد زوجتي، لأنه مع تقدمنا في العمر تبدأ عضلات اللسان والحلق بالاسترخاء والضعف، مما قد يحد من تدفق الهواء، فيسبب الشخير، وهذه المشكلة فاقمت مشكلاتنا الأخرى، مما كاد يؤدي إلى الطلاق».
ويضيف: «اقترحت علي زوجتي تقوية عضلات اللسان والحلق التي تضعف مع الوقت، وذلك باللجوء إلى تمارين خاصة، للمساعدة في تقليل الشخير. وقد حاولت ذلك، حرصا على علاقتنا الزوجية، واتبعت تمارين عدة موجودة على شبكة الإنترنت».
ضحايا الشخير
يعود الدكتور سوردا إلى الحديث عن ارتفاع عدد من يشخرون حول العالم، حيث يقول: «ارتفع عدد ضحايا الشخير، ومعظمهم من النساء بشكل كبير منذ 1975، لتضاعف مستوى السمنة في جميع أنحاء العالم 3 مرات تقريبا منذ ذلك العام».
ويشرح: «يمكن القول إن أنماط حياتنا المجهدة والمشغولة، والتي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على نوعية النوم، جعلت الشخير أكثر شيوعا. غالبا ما يعتمد الأشخاص المرهقون على أنماط الحياة غير الصحية، للتكيف مثل الإفراط في تناول الطعام. يمكن أن تعني السمنة أن لدينا مستوى متزايدا من الدهون في عنقنا، مما يقيّد مجاري الهواء لدينا، وهذا قد يؤدي إلى الشخير».
جهاز للمعالجة
تشير منال سالم إلى أنها اضطرت إلى إقناع زوجها بارتداء جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (Cpap)، لتقليل تأثير انقطاع التنفس في أثناء النوم، وهو يكلف نحو 3 آلاف ريال. وتقول: «لقد جرب النوم على الجانب أو تغيير وضع الوسادة، لكن سرعان ما يعود إلى وضعيته الأولى. والشخير بصوت عال يزعجني. لقد جرب أيضا شرائح المنثول التي تلتصق بأعلى سقف الفم، وجرب لصقات الشخير المعروفة التي توضع على الأنف، وبخاخ الفم، حتى تفتح ممرات الهواء، ويتوقف الشخير، لكن دون جدوى».