اقتحم متغير جديد من Covid-19 المشهد، ليصبح السلالة الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، كوريا الجنوبية والصين وغيرها، ومع ذلك، قد لا يكون خطيرا مثل تلك السلالة التي هددت أمن البشرية وأوشكت أن تبيدها.

أظهرت البيانات التي جمعتها مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) ما بين 23 يوليو حتى 5 أغسطس من هذا العام أن 17.3% من حالات COVID-19 الجديدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية كانت ناجمة عن هذا المتحور أو المتغير الذي أطلق عليه اسم إيريس ( Eris ). واكتشف هذا الفيروس لأول مرة بالولايات المتحدة في فصل الربيع، ويتميز بطفرة في بروتين سبايك، وهو جزء من الفيروس الذي يستهدفه لقاح كورونا، ومن هنا من الممكن ألا يتعرف عليه الجهاز المناعي، وكأن الإنسان لم يُصب بفيروس كورونا من قبل أو لم يتلقَ لقاحاً ضده، وهو سريع الانتشار. ومع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية في هذا الوقت «لا يبدو أنه يشكل تهديدا للصحة العامة أكثر من المتغيرات الأخرى، وأنه لا يوجد دليل على زيادة حدة الأعراض». وصنفت المنظمة هذا المتحور: «متغير مثير للاهتمام»، ما يشير إلى أنه تجب مراقبته عن كثب أكثر من غيره، بسبب الطفرات التي قد تجعله أكثر عدوى أو حدة.

نذكر كيف بدأ وباء كورونا بعيداً، انتشر فاقترب، لم يُقلق، فمارس الناس حياتهم، يسافرون، يختلطون، ويأتون يحملون العدوى، فانتشر بين الناس، أصبح الفيروس كابوساً، أنهك الخدمات الصحية فعجزت بعض الدول عن تقديمها بالشكل المطلوب، وبعضها انهار نظامها الصحي، فماتت الناس في الشوارع انتظارا لسرير شاغر.


الحرب مع الفيروس دامت قرابة ثلاث سنوات، وفي مايو 2023 أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً نهاية جائحة كورونا، ولكنها نبهت إلى أنه يتوجب على الأشخاص المعرضين للخطر، الاستمرار بأخذ الحيطة والحذر، ككبار السن، الأطفال، وناقصي المناعة وأصحاب الأمراض المزمنة.

ما يُطمئن في الأمر أن أعراض المتحور الجديد أقل خطورة من أعراض كوفيد- 19، وأن اللقاحات ما زالت تحمل بعض المناعة ضده، رغم تحوره، لذلك تعدُ اللقاحات مهمة في مواجهته. وجود نظام المراقبة لسلالات ونشاط Covid في جميع أنحاء العالم، وسيلة ممتازة لنكون في حالة تأهب لمواجهة أي وباء محتمل. توعية الناس وتثقيفهم بأهمية التطعيمات الخاصة بكوفيد - 19، الذهاب للأماكن المزدحمة يستوجب ارتداء كمامة، تعقيم اليدين بعد ملامسة الأسطح ليس وسوسة بل أسلوب صحي لمنع أي عدوى محتملة، فالأسطح تتسع لكل الفيروسات، إن لم تتعقم وتُنظف باستمرار. إن أحسست بارتفاع في درجة الحرارة أو أعراض زكام كآلام الحلق وسيلان الأنف، لا تخالط الآخرين، لا تصافح، لا تقبل وارتدِ كمامة في محل عملك. إن أحسست بالإعياء عليك أن تفكر بفحص كورونا. لا يزال التطعيم أفضل دفاع لنا ضد موجات Covid-19 المستقبلية، لذلك من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يأخذ الناس جميع الجرعات التي يكونون مؤهلين لها في أقرب وقت ممكن. كلنا حفظنا الدرس، نستعيد ذكرياتنا السيئة وقائمة الأموات اليومية، نخاف كي نسلم. حفظ الله البلاد والعباد، ودمتم بخير.