وكان المركز قد أعلن مؤخرًا انطلاق جهود المعالجة مؤكدًا على اعتماده حلول جذرية مستدامة أقرتها دراسات علمية شارك فيها 13 خبيرًا من داخل المملكة وخارجها وأقرتها المنظمات الدولية ذات العلاقة. وتتضمن الحلول إعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة، والتوعية البيئية، وإنفاذ نظام البيئة ولوائحه التنفيذية، إضافة إلى إيقاف إطعام القرود ومعالجة مرامي النفايات والحاويات في الأحياء السكنية. وأوضح المركز أن عمليات المعالجة انطلقت بعد تحديد خط الأساس لحجم المشاكل ونوعيتها وتوزيعها وعكسها على خرائط رقمية، ثم دراسة بدائل الحلول على مستوى العالم وتطبيقها تجريبيا على بيئة المملكة، إضافة إلى تنفيذ خمس حملات توعوية وورش عمل في المناطق المتضررة، ونشر لوحات توعوية والتحذير من الإطعام، واستصدار نظام لحظر تغذية الكائنات الفطرية يعرض من يقوم بإطعام القرود لعقوبة مالية تبلغ 500 ريال، إضافة إلى حرص المركز على بناء القدرات الوطنية واستخدام التقنيات الحديثة لتعزيز فعالية الحلول.
وكان المركز قد أعلن في وقت سابق انتهاء عمليات المعالجة في مناطق المشاعر المقدسة وخلو هذه المناطق من وجود قرود البابون بشكل كامل، ليبدأ بعدها المركز عمليات المعالجة في باقي المناطق. وبين أن مشكلة تزايد قرود البابون وانتشارها في المناطق المأهولة تمتد لأكثر من 4 عقود قبل أن يعلن المركز تصديه لها من خلال إطلاق برنامج معالجة طموح يتم تنفيذه على 3 مراحل، بدأت بدراسة ميدانية لحصر الأعداد والمشاكل وتحديد خط الأساس ثم عمليات المعالجة المتكاملة وتنتهي بمرحلة استدامة الحلول.
وثمن المركز تعاون عدد من القطاعات متمثلة في أمارات المناطق المتضررة وأماناتها وهيئات التطوير والجهات الأمنية إلى غير ذلك من الجهات التي كان لمشاركتها دور فاعل في دعم البرنامج لتحقيق الأهداف المنشودة.
كما أشاد بدعم المواطنين لجهوده عبر إيقاف إطعام قرود البابون تجاوبًا مع الحملات المستمرة التي يعمل عليها المركز في المناطق المستهدفة. الجدير بالذكر أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أطلق في عام 2022 "برنامج تقييم أضرار تزايد أعداد قرود البابون وإيجاد الحلول"، ونظَّم في إطار البرنامج سلسلة ورش عمل، ودرّب فرق المسح الميدانية المشاركة في البرنامج بمشاركة علماء وباحثون وأطباء بيطريون محليون ودوليون لتدريب الفرق الميدانية على طرق جمع المعلومات والبيانات وتحليلها، وطرق وتقنيات التعامل مع قرود البابون.