في وقت أشارت فيه أخصائية تغذية إلى أن النظام الغذائي في كثير من المدارس يرسخ عادة الأكل غير الصحي، رأى استشاري الجراحة العامة والمناظير في مستشفى المانع في الدمام الدكتور سائد جبر أن المدراس يمكنها أن تكون مشروعًا ناجحًا لمنع السمنة أو علاجها إلى ما توفر فيها أخصائي تغذية يقيم دروسًا اجتماعية تربوية غذائية نفسية تستطيع المدارس من خلالها خلق عادات صحية مستدامة لدى الأطفال في سن المدرسة.

ويدرك الجميع أن السمنة تعد مصدر قلق لكثير من الناس، بالرغم من انتشار الوعي حول أمراضها، حيث زادت خطورتها مع ارتفاع معدلات الوفيات بسببها حول العالم والتي وصلت إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص سنويًا.

حالة طبية


يعرف الدكتور جبر، السمنة على أنها الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة في الجسم مما يؤثر سلبًا على الصحة، ويتم تحديدها من خلال مؤشر كتلة الجسم حيث يعبر عنها بعلاقة رياضية بين الوزن والطول بحيث تكون ناتج قسمة الوزن على مربع الطول ويستثنى من ذلك الرياضيون والحوامل والأطفال دون سن الـ19، وهذه الطريقة لا تعد دقيقة في التعبير عن مستوى الدهون في الجسم، وعليه قد يختلف مستوى بدانة الجسم لفردين لهما نفس الكتلة فقد يمتلك أحدهما دهونًا أعلى بينما يمتلك الآخر نسبة أعلى من الكتلة العضلية، فمثلًا تميل النساء لأن يكون لديهن نسبة دهون أعلى من الرجال في نفس كتلة الجسم، كما تختلف نسبة الدهون والكتلة العضلية باختلاف الأعراق حيث تكون نسبة الدهون أقل لدى ذوي البشرة السوداء عن غيرهم من ذوي البشرة البيضاء، وقد يكون المؤشر مرتفعًا لدى بعض الأفراد الذين لديهم كتلة عضلية مرتفعة، لذلك يجب على مقدمي الرعاية الصحية تقييم الأفراد لتحديد مستوى البدانة مثل تحديد نسبة الخصر للورك وتركيب الجسم وتعد هذه الوسائل أكثر دقة.

مسببات

بين الدكتور جبر أن هناك عدة عوامل تسبب السمنة المفرطة منها الإفراط في تناول الطعام، قلة النشاط البدني، قلة النوم، العوامل الوراثية، العوامل النفسية، زيادة السعرات الحرارية.

وعدد بعض الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية التي تؤثر بشكل كبير على الوزن بالرغم من صغر حجمها لأنها تحدث التهابًا خفيًا مثل البطاطس الشيبس، الوجبات السريعة المصنعة، الطعام المقلي، المشروبات الغازية، الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المصنعة والمعدلة جينيًا.

وأشار إلى أن هناك مغالطات كثيرة في مجال التغذية السليمة، وقال «على سبيل المثال الموز مفيد، لكنه لا يؤدي إلى إنزال الوزن، وهو خيار غير جيد لشخص يعاني من السمنة لأنه سيمنع نزول الوزن، وكذلك الحال بالنسبة للحب أو الفصفص والقهوة».

مشروع ناجح

أكد الدكتور جبر على أن «المدرسة مشروع ناجح لمنع حدوث السمنة أو حتى لعلاجها حيث تحتاج لوجود أخصائي تغذية لإقامة درس اجتماعي تربوي غذائي نفسي، ومن خلال الدروس نستطيع خلق عادات صحية مستدامة لدى الأطفال في سن المدرسة، بحيث تحاكي مستوى الإدراك لديهم وتحفزهم على الالتزام والبعد عن سرد المعلومات الصحية التي قد لا يدركها الطفل في هذا العمر».

وذكر أنه بالإمكان إقناع الطفل في المدرسة بتغيير سلوكه الغذائي من خلال الحديث معه عن جمال الشكل، فيمكن أن يقال له إن البدانة أو السمنة تجعل شكلك غير جميل ولا تستطيع ارتداء ما تريد من ملابس.

وأضاف «عندما نوضح للطفل أن كيس الشيبس يحتوي على سعرات حرارية عالية حيث تعادل ٥ علب بيبسي، وبالتالي يزيد وزنه هنا يكون المعنى واضحًا لديه، مؤكدًا على أن الانتظام على مثل هذه الحصص بشكل أسبوعي أو شهري من شأنه أن يعدل عادات الطلاب الغذائية ويخلق عادات صحية».

وختم «علاج السمنة ليس لحظي، لكنه مشروع حسب المكتسبات الصحية العلمية فطالما عملنا به فنحن بمأمن من مخاطر ومضاعفات السمنة، لكن هذا لا يعني أن هذا العلاج قاطع، وأن الشخص الذي أجرى عمليات جراحة السمنة لن يعود إليها، فهذا اعتقاد خاطئ؛ لأن السمنة مرض مزمن موجود بالجينات فالعمليات والنظام الغذائي لا تغير الجينات بشكل جذري لذا يجب الالتزام بما يكافح هذه السمنة».

عادة غير صحية

تشير أخصائية التغذية فاطمة المحسن إلى أن النظام الغذائي في كثير من المدارس يرسخ عادة الأكل غير الصحي، وتتحول هذه العادة إلى ثقافة عامة حتى مع حرص الأهالي على توفير وجبات صحية، ولكن تواجد الغذاء غير الصحي في المدارس يقود إلى عادات تتسبب مع الوقت بزيادة الوزن، خصوصًا للأطفال الذين لديهم قابلية أعلى لهذه الزيادة.

وأضافت «في كل عام تكثر شكاوى الأهالي من طبيعة الأكل الموجود في المقاصف المدرسية والذي لا يناسب أن يكون وجبة إفطار، كما لا يناسب حاجة الأطفال للعناصر الغذائية، فالشيبسات والفطائر والبسكويتات جميعها كربوهيدرات تتحول إلى دهون ولا توجد بها أي قيمة غذائية».

وتابعت «تغيير النظام الغذائي في المدارس سيسهم بشكل كبير في خلق جيل صحي ويقلل بشكل كبير من عدد من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة والتي تؤثر على الأطفال خلال النمو، كما تؤثر عليهم في المستقبل».

* المدارس تصلح مشروعًا لمحاربة السمنة

* النظام الغذائي الحالي في المدارس يكرس عادات صحية غير جيدة

* الغذاء المتوفر في المدارس يسبب مع الوقت زيادة الوزن

* كثير من أطعمة المدارس عبارة عن كربوهيدرات تتحول إلى دهون