وأكد أن العسل الذي يُصنف على أنه ثالث منتج غذائي يتعرض للغش على مستوى العالم بعد الحليب وزيت الزيتون، موضحًا أن 46% من العسل الذي يصل إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق الاستيراد مغشوش، وذلك وفقًا لدراسة نشرتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية هذا العام.
مبينا بأن هناك 5 طرق لغش العسل في السعودية. وأن تصفية وتنقية العسل عن طريق الحرارة بالشمس أو غيرها يفقد العسل خصائصه ويحوله إلى منتج غير صالح للاستهلاك الآدمي.
شبيه العسل
عرّف الخازم العسل بأنه المادة الحلوة التي ينتجها النحل عن طريق تناول الرحيق أو الندوة العسلية من بعض الحشرات الثاقبة الماصة، وإثرائه بمواده الخاصة، وتغييره في أجسامه، وتخزينه في أقراص عسل، والسماح له بالنضوج، أي لا يجوز إضافة أو إزالة أي شيء على العسل مثل حبوب اللقاح أو نزع الرطوبة ولا تغيير في اللون ولا تسخين، وقال «العسل الخام كما هو في الخلية يتم عصره أو فرزه دون أي معاملات، فقط يتم إزالة قطع الشمع والنحل.
أما العسل الطبيعي فهو الذي تتم تصفيته بفلاتر دقيقة جدا لإزالة الشوائب وحبوب اللقاح، أو تسخينه لقتل الخمائر، وهذه كلها تؤثر على بعض الإنزيمات، ومضادات الأكسدة ذات الخصائص العلاجية، وتؤثر على جودة العسل.
أما العسل الصناعي أو كما يسمى بـ»شبيه العسل«فهو عبارة عن مادة مصنعة من مواد كيميائية وإضافات صناعية».
عسل مزيف
بين الخازم أنه في المملكة المتحدة كشف مشروع أصالة العسل عبر 240 اختبارًا أن 13 ماركة من العسل المستورد كانت مزيفة، وأضاف «46% من العسل المستورد إلى الاتحاد الأوروبي مغشوش وذلك وفقًا لدراسة نشرتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية عام 2023 نٌفذت من خلال مشروع اسمه من خلايا النحل شاركت فيه 16 دولة إضافة إلى سويسرا في حملة اختبار، حيث تم أخذ عينات عشوائية من إجمالي 320 شحنة عسل مستوردة من 20 دولة - بين نوفمبر 2021 وفبراير 2022.
وبدأت نتائج شبيهة تظهر من دول مثل استراليا والهند وغيرهما وذلك بعد أن تقدمت تقنيات الكشف عن العسل، والسباق على قدم وساق بين المختبرات والجهات الرسمية من جانب وبين الشركات والمختبرات المصنعة للعسل من جهة أخرى».
5 طرق لغش العسل
أوضح الخازم أن هناك جهودًا كبيرة تقوم بها هيئة الغذاء والدواء السعودية لمراقبة العسل، وبين أن معظم المشاكل تبدأ من بعد دخول العسل، مبينًا أن هناك 5 طرق شهيرة لغش العسل في المملكة، ومن أبرزها:
أولًا: بيع العسل المستورد على أنه محلي، وهذا يلاحظ بكثرة في إعلانات المشاهير وبعض المحلات التجارية ومن بعض تجار العسل.
ثانيًا: خلط العسل المحلي بعسل مستورد، وهذه ممارسة تتم من بعض تجار العسل، وأيضًا من النحالين خاصة العمالة التي لا يوجد عليها مراقبة من أصحاب النحل.
ثالثًا: خلط العسل المحلي مع بعضه مثل الأعسال الغالية سواء المجرى أو أعسال رخيصة مع أعسال غالية وتباع على أنها عسل من مصدر واحد.
رابعًا: بيع نوع من أنواع العسل على أنه نوع آخر وهذه ملاحظة في عسل المجرى الذي يتجاوز سعر الكيلوجرام الواحد ألف ريال في بعض المحلات حيث يباع عسل الضهيان والقتادة على أنه مجرى، وقد لا يفرقه إلا النحالين ذوي الخبرة.
خامسًا: الأصل الجغرافي، وفي هذه الحالة يباع العسل الهندي أو الكشميري أو الصيني على أنها أعسال إماراتية أو عمانية أو سعودية، كما أن هذه الظاهرة منتشرة أيضًا عند بعض النحالين الذين ينسبون عسلهم لأودية أو مواقع معينة لم يُنتج العسل منها أصلا وإنما يستفيدون من شهرة المكان.
صِراع المختبرات وتقنيات الغش
في مساحة توعوية نظمتها إدارة الإرشاد الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة للحديث عن جودة العسل وطرق كشف الغش، أوضح الخازم، أنه «من حسن الحظ أن معظم طرق الغش في المنتج المحلي تستطيع المختبرات السعودية كشفها، كما تستطيع أن تحدد ما إن كان العسل مطابقًا للمواصفات أو لا، وعند خلطها بأعسال مستوردة يكون من الصعب على معظم المختبرات الخاصة كشفها. وعالميًا كان الغش الشائع هو استخدام السكر المصنوع من الذرة وإضافة سكر السكروز والجلكوز والسكر المحول، إلا أن تقنيات الغش تقدمت وأصبحت تستخدم تقنيات يصعب على المختبرات العادية كشفها خاصة عند استخدام سكر الأرز وبنجر السكر وسكر الرز وسكر القمح، وهي يصعب كشفها إلا بأجهزة متقدمة مثل جهاز الرنين المغناطيسي وعدد من الأجهزة الأخرى معه».
خسائر مليارية
بين الخازم أن غش العسل المحلي يتسبب في خسائر كبيرة جدا، وقال «غش العسل المحلي بالعسل المستورد سواء كان المستورد مغشوشًا أو طبيعيًا له آثاره السلبية الكبيرة على المنتج المحلي وعلى النحال، فهو يشوه سمعة العسل عامة، ومن ناحية أخرى بيع العسل المستورد منخفض السعر على أنه عسل سعودي يؤثر على النحال سلبيا، ويضطر النحال إلى التحول إلى عسال (أي يترك تربية النحل ويتاجر في العسل بشرائه من منتجين خاصة من العمالة) وهذه الظاهرة بدأت تُلاحظ بشكل واضح، أيضًا عند استمرار سوء استخدام العسل المستورد من البائعين فقد يجبر بعض النحالين على ترك المهنة لأن تكلفة الإنتاج لمحلي لا تتناسب مع السعر السائد في السوق.
أكبر تهديد لمربي النحل
أوضح الخازم أن النحالين في كثير من دول العالم يعانون من مشكلة الغش، وقد أوضح تقرير اتحاد النحالين العالمي (الإبيومنديا) أن الغش أكبر تهديد لمربي النحل، ويظهر أن الضرر الاقتصادي لمربي النحل الذين ينتجون عسلا أصليا يبلغ مليار دولار، ولكن في الواقع فإن الخسائر هي عدة مليارات من الدولارات فقط خلال السنوات الـ5 الماضية.
العسل المستورد
جميع دول العالم تصدر وتستورد عسل بما فيها دول مثل الصين والهند ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها، وبالنسبة للسعودية فإنها تصنف عاشرة على العالم من حيث الاستيراد، حيث تستورد نحو 24000 طن سنويًا، وتعيد تصدير بين 3000 - 5000 طن سنويًا.
وأكد الخازم أن العسل المستورد إلى المملكة ليس مغشوشًا بالكامل، وأن كثيرا من التجار في السعودية يحرصون على استيراد عسل طبيعي سواء من الصين أو الهند أو غيرها، وهيئة الغذاء والدواء تقوم بدور كبير في التأكد من جودة العسل المستورد، ولكن المشكلة هي بيع العسل المستورد على أنه محلي.
الحد من الغش
عدّد الخازم عدة طرق وتوصيات للقضاء والحد من بيع العسل المغشوش، ومنها «فرض عقوبات صارمة على الذين يضللون الناس في وسائل التواصل الاجتماعي بإعلانهم عن العسل المستورد على أنه محلي، أو عند الإعلان دون ذكر المصدر، وغالبًا إعلانات المشاهير تذكر أن العسل سدر معتمد من هيئة الغذاء والدواء دون ذكر أنه محلي أو مستورد، كما يستغلون ذكر هيئة الغذاء والدواء وسماحها حسب النظام بدخول العسل للمملكة دون أن يذكروا أنها لم تسمح ببيعه كمنتج محلي، وأيضًا الجدية في تطبيق الأنظمة التي سنتها هيئة الغذاء والدواء من حيث وجود الملصق على كل عبوة يوضح نوع العسل ومكان الإنتاج ومصدره وتاريخ الإنتاج، واستيراد العسل في عبوات صغيرة عليها ملصقات، ومعاقبة المحلات الكبيرة التي تستورد عبوات كبيرة وتوزعها في الأسواق دون ملصقات.
جهود مشتتة
أشاد الخازم بجهود الجهات ذات العلاقة خاصة هيئة الغذاء والدواء ووزارات البيئة والمياه والزراعة والتجارة والبلديات، لكنه يعتقد أن الجهود مشتتة وتحتاج إلى تنسيق كاف، لذلك أوصى بأن يكون هناك لجنة تضم الجهات ذات العلاقة ومتخصصين من الجامعات وممثلين للجمعيات التعاونية تتولى كل ما له علاقة بالعسل وجودته.
5 طرق لغش العسل في السعودية
1ـ بيع العسل المستورد على أنه محلي
2ـ خلط العسل المحلي بعسل مستورد
3ـ خلط العسل المحلي مع بعضه
4ـ بيع نوع من أنواع العسل على أنه نوع آخر
5ـ بين عسل على أنه من أصل جغرافي غير أصله الفعلي
طرق للحد من الغش
ـ فرض عقوبات صارمة على من يضللون المستهلك
ـ الجدية في تطبيق أنظمة هيئة الغذاء والدواء
ـ ضرورة وجود ملصق على كل عبوة توضح نوع العسل ومكان إنتاجه ومصدره وتاريخه
ـ استيراد العسل في عبوات صغيرة عليها ملصقات
ـ معاقبة المحلات الكبيرة التي تستورد عبوات كبيرة وتوزعها في الأسواق دون ملصقات