شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على الحاجة إلى التعاون الأمني​​، مؤكدة أن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا أظهر كيف أن القادة الاستبداديين «مستعدون للتصرف في تهديداتهم».

وأضافت أن الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا تهز أسس النظام الدولي، وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للقانون الدولي مثل وحدة الأراضي والسيادة. واستشهدت بذلك التحذير من تصرفات الصين المتزايدة في المياه الهندية والمحيط الهادئ المتنازع عليها وضد تايوان. كما أكدت أن الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع أي عدوان في أي من المنطقتين.

استئناف المفاوضات


جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين فون دير لاين والرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، بعد إجراء محادثات في مانيلا، تستهدف تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والأمنية.

وقد أعلن القادة أن الكتلة المكونة من 27 دولة ستستأنف المفاوضات مع الفلبين بشأن اتفاقية التجارة الحرة التي توقفت في 2017 خلال عهد ماركوس رودريغو دوتيرتي. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية: «هذا هو السبب في أن أوروبا تدعم حرب أوكرانيا الشجاعة ضد المعتدي، لأنه لا يمكن التسامح مع الاستخدام غير القانوني للقوة، لا في أوكرانيا، ولا في المحيطين الهندي والهادئ». وأضافت: «الأمن في أوروبا والأمن في المحيطين الهندي والهادئ لا يتجزأ، والتحديات التي تواجه النظام القائم على القواعد في عالمنا المترابط تؤثر علينا جميعا». وأوضحت: «هذا هو السبب في أننا قلقون بشأن التوترات المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، مضيفة: «الاتحاد الأوروبي يدعم منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة، لأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ الخالية من تهديدات الإكراه هي مفتاح لكل ما لدينا.. استقرار سلامنا وازدهار شعبنا».

معارضة الصين

ودون تسمية الصين، أعادت فون دير لاين تأكيد اعتراف الاتحاد الأوروبي بقرار محكمة، تدعمها الأمم المتحدة، أبطل مطالبات الصين الإقليمية في بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبًا على أسس تاريخية. بينما رفضت الصين قرار التحكيم، ووصفته بأنه «عار»، وستواصل تحديه. وقالت زعيمة الاتحاد الأوروبي: «استعراض الصين قوتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي والشرقي وفي مضيق تايوان يؤثر بشكل مباشر على الفلبين والشركاء الآخرين في المنطقة». وأضافت: «يمكن أن يكون لذلك أيضا تداعيات عالمية، لأن أي إضعاف للاستقرار الإقليمي في آسيا يؤثر على الأمن العالمي، والتدفق الحر للتجارة، ومصالحنا الخاصة في المنطقة».

وقد حوّلت بكين سبع شعاب مرجانية متنازع عليها إلى قواعد جزر محمية بالصواريخ في العقد الماضي، مما أثار قلق الحكومات الغربية والمطالبين المتنافسين، بما في ذلك الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان. وحذر أسطول سفن خفر السواحل الصيني وأسراب زوارق الميليشيات سفن الدول المتنافسة والجيش الأمريكي وحلفائه من الضلال في الأراضي التي تطالب بها في المياه المتنازع عليها، والتي تمتد في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم، ويُعتقد أنها جالسة فوق رواسب من النفط والغاز تحت سطح البحر.

كما حثت فون دير لاين الدول الآسيوية على عدم الاعتماد على مورد واحد للطاقة والمواد الخام، مشيرة إلى الطريقة التي «حاولت بها روسيا ابتزازنا بقطع إمدادات الغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية إلى حد كبير، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو بسبب غزو أوكرانيا». وقالت: «لم نتمكن من اختيار جيراننا، لكن يمكننا اختيار من نتعامل معه وبأي شروط. لقد ارتكبنا خطأ مع روسيا».

وأفادت بأن «الفلبين تصدر 90 % من خام النيكل إلى الصين بدلا من معالجته داخل البلاد، لخلق المزيد من الوظائف والقيمة المضافة. لكن هذا يمكن أن يتغير».

لم يكن هناك رد فعل فوري من الصين على تصريحات فون دير لاين. لكن حذرت بكين الولايات المتحدة وحلفاءها من التدخل فيما تقول إنه «نزاع آسيوي بحت».

رئيسة المفوضية الأوروبية:

تعد زيارة أورسولا فون دير لاين الفلبين علامة على تحسن العلاقات بعد فترة عاصفة بين الاتحاد الأوروبي ودوتيرتي بشأن حقوق الإنسان.

هي أول زيارة رفيعة المستوى منذ ما يقرب من ستة عقود من العلاقات بين أوروبا والفلبين.

تحدثت بشكل أكثر صراحة ضد الصين في منتدى أعمال بمانيلا.

حذرت من أن تصرفات بكين العدوانية المتزايدة في آسيا «يمكن أن تكون لها أيضًا تداعيات عالمية».