وصف المسؤولون الأمريكيون هجوم طائرة مقاتلة روسية بأنه تصعيد كبير في سلسلة المواجهات المستمرة بين الطائرات الأمريكية والروسية، التي كان من الممكن أن تؤدي إلى وقوع حادث أو خسائر في الأرواح. وقالوا إن الخطوة الروسية أعاقت قدرة أفراد الطاقم على تشغيل طائرتهم بأمان.

وأكد قائد كبير بالقوات الجوية أن هذه الخطوة كانت محاولة من قِبل الروس لإسقاط طائرة «إم كيو -9 ريبر» دون طيار من السماء، وجاءت بعد أسبوع واحد فقط من تحليق طائرة مقاتلة روسية بشكل خطير بالقرب من طائرة استطلاع أمريكية، تقل طاقمًا في المنطقة، مما عرض حياة مستقليها الأربعة من الأمريكيين للخطر.

وقد ضربت مقاتلة روسية طائرة أمريكية دون طيار فوق سوريا، وأطلقت قذائف نارية عليها، وألحقت أضرارًا بها.


هجوم استفزازي

قال اللفتنانت جنرال أليكس غرينكويتش، قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية، في بيان: «ندعو القوات الروسية في سوريا إلى وضع حد فوري لهذا السلوك المتهور وغير المستفز وغير المهني».

تعد هذه الحادثة هي الأحدث في سلسلة مواجهات بين مقاتلات روسية وطائرات أمريكية تحلق فوق سوريا. وفي جميع الحالات، باستثناء حالة واحدة قبل أسبوع، كانت الطائرات الأمريكية من طراز MQ-9 دون أفراد طاقم.

ولفت مسؤولون أمريكيون إلى أن الطائرات المقاتلة الروسية ضايقت مرارًا وتكرارًا طائرات أمريكية مسيرة من طراز «MQ-9» في الأسابيع الأخيرة، والتي تقوم بمهام مناهضة لتنظيم «داعش» إلى حد كبير في غرب سوريا.

وأوضحوا أنها في مناسبات عديدة، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حلقت الطائرات المقاتلة الروسية بشكل خطير بالقرب من طائرات «ريبر» الأمريكية، مما أدى إلى إطلاق مشاعل، وإجبار الطائرات دون طيار على القيام بمناورات مراوغة.

يتواصل ضباط الجيش الأمريكي والروس بشكل متكرر عبر خط هاتف، تفاديا للتضارب خلال المواجهات، واحتجاجا على تصرفات الطرف الآخر. وهناك نحو 900 جندي أمريكي في سوريا، ويدخل آخرون ويخرجون، للقيام بمهام تستهدف مقاتلي تنظيم «داعش».



ممر الحبوب

في سياق آخر، أشارت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، إلى أن أوكرانيا والولايات المتحدة وحلف الناتو «استخدموا ممر الحبوب في البحر الأسود في أغراض تخريبية، ولم يكونوا مهتمين بتقديم المساعدة الإنسانية للدول المحتاجة».

وقالت ماتفيينكو في مؤتمر صحفي: «لم يكن أي من أوكرانيا وواشنطن والناتو مهتما بموضوع تقديم المساعدة للدول التي تحتاج إلى الدعم الغذائي، وكانت لديهم أهداف أخرى، وكانت أهدافا تخريبية وعسكرية، لاستخدام ممر الحبوب في الأعمال التخريبية والهجمات الإرهابية».

كما أضافت، تعليقا على اجتماع مجلس «أوكرانيا-الناتو» المقرر عقده 26 يوليو، أن كييف لم تتوجه إلى الأمم المتحدة، بل توجهت إلى حلف شمال الأطلسي، موضحة: «من الطبيعي أن الناتو مهتم باستخدام البحر الأسود، ومن الواضح لأي سبب، لكنه لن ينجح في ذلك، وبالطبع لن يسلم الناتو الغذاء إلى الدول الإفريقية».

لن نسمح باستخدامه في إيصال الأسلحة

أكدت ماتفيينكو أن الجانب الروسي لن يسمح باستخدام البحر الأسود في إيصال الأسلحة إلى أوكرانيا أو «استخدامه في أغراض تخريبية وإرهابية».



مواصلة التصدير

في المقابل، قالت المتحدثة باسم الناتو، أوانا لونغيسكو، إن اجتماعا لمجلس «أوكرانيا-الناتو» سيعقد على مستوى السفراء 26 يوليو في بروكسل، وسيكون انتهاء العمل بصفقة الحبوب، وإمكانية مواصلة تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود من ضمن موضوعات الاجتماع الرئيسية.

تم إنشاء مجلس «أوكرانيا-الناتو» في قمة الحلف بفيلنيوس 12 يوليو، ويمكن لأوكرانيا طلب عقد اجتماع للمجلس إذا لزم الأمر.

وقد أعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن صفقة الحبوب لم تعد سارية المفعول، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم تنفيذ جزئها المتعلق بروسيا، الخاص بإزالة العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية، ومؤكدا أن موسكو ستعود إلى الصفقة فور تنفيذ الجزء الخاص بها.