لكن الأمير بدر استشف المخزون الثمين، إذ رأى أن المملكة غنية بإرثها الثقافي الفريد، وتنوعها الطبيعي، وعمقها الحضاري، وقبل كل ذلك، بإنسانها المبدع، الذي أحال الأحلام إلى واقع، وخلد إبداعه عبر التاريخ، شعراً ونقشاً وعمارة، ورفد الإنسانية بالعلوم والمعارف، ونجح في خلق اقتصاد متين وضع بلاده اليوم ضمن أهم اقتصاديات العالم.
هذا ما يراه الأمير بدر، وهو يعبر عن أفكاره في الحوار الثري والماتع الذي أجراه موقع سوليوود السينمائي معه، الذي أشار فيه إلى أن الإعلان عن رؤية السعودية 2030 في أبريل 2016 جاء كبارقة أمل كبيرة للإبداع في البلاد، وبث الحياة في المشهد الثقافي، فتنفست صناعة الأفلام الصعداء بعد غياب تام لدور العروض السينمائية، ومحدودية برامج التعليم المتخصصة، وغياب تنظيم القطاع وتحفيز المبادرات.
وبنظرة يملؤها التفاؤل المقرون بالفكر والعمل، يشير الأمير في لقائه إلى أن الدعم غير المسبوق للقطاع، والمبادرات النوعية، والمقومات الثقافية والاقتصادية والطبيعية للمملكة، ستسهم في جذب عديد من المشاريع السينمائية، إضافة إلى التطور المتسارع للبنية التحتية لهذه الصناعة ووجود برنامج منافس لحوافز الاسترداد المالي. مضيفا «أننا نتطلع لوصول قصصنا السعودية إلى أكبر المحافل السينمائية العالمية لتنافس بقية الصناعات السينمائية في العالم».
وظهر الأمير بدر في قمة الانسجام مع رؤية المملكة 2030 حيث يرى أن الاستثمار في رأس المال البشري، أهم ممكن لتحقيق الاستدامة، موضحا أن استراتيجية هيئة الأفلام وضعت الشراكة مع القطاع الخاص على رأس ممكنات استدامة الصناعة.
نجح الأمير الشاب في بناء صرح نشأ للمرة الأولى في المملكة، فكانت وزارة الثقافة هي مهمته، تساعده في ذلك الحيوية الفكرية وسعة الأفق اللتان تزينانه، إضافة لتأهيله الأكاديمي ببكالوريوس القانون من جامعة الملك سعود، ما جعله ذا معرفة قوية بالأنظمة والقوانين، إضافة إلى تجربة عميقة التنوع في المجالات الإعلامية والثقافية.
لقد عرف الأمير مدى التكامل الذي تتطلبه رؤية المملكة من قطاعات الدولة كافة، العامة منها والخاصة، بل ومختلف المواقع المجتمعية، لتؤتي الرؤية أُكلَها المأمول، فحرص منذ الوهلة الأولى بذكاء ومهارة، على أن تتناغم كل خطوات الوزارة لتكون جزءا من الحراك العام الذي يلبي طموحات الرؤية ويسهم في جودة مخرجاتها.