إننا كل يوم تقريبا سواء في العمل مع رؤسائنا أو مرؤسينا، في مناسباتنا الاجتماعية أو حتى في الشارع، بقصد منا أو دون قصد، قد نجعل طفل أحدهم ينام يوما وفم قلبه مفتوح في انتظار غذاء أمه أو أبيه الذي اعتاد أن يعود كل يوم فيملأ ذلك القلب الصغير بغذاء الحب والسعادة، غذاء العطف والحنان، إلا أن ذلك الأب أو تلك الأم قد تغيب بعذر قاهر عن ذلك الفم المنتظر، حتى إن حضرت بجسدها إلا أنها غائبة بأحاسيسها، كون أحاسيسها قد قتلت إما بين يدي ذكر بمظهر رجل وجوهره ذئب مفترس، وإما على يد صياد ماهر في قتل كل ما هو مشرق، أو يكون أب ذلك الطفل قد قتلت مشاعره بعد أن صدمتها مركبة قرارات ذلك العجوز التي أصدرها مسرعة، كون ذلك العجوز لم يأبه لكم طفل قتل في ذلك اليوم، عفوا كم طفلا تركه بلا غذاء ذلك اليوم وما لحقه من أيام.
ما أريد قوله إننا كمديرين في العمل أو ملاك لأعمالنا الخاصة أو عاملين في أي خدمة تمس أي فئة من الناس بشرائحهم كافة، من العمالة في الأعمال الصغرى إلى أعلى المناصب، أننا قد نجعل بيتا خاويا على عروشه من الفرحة والسعادة والحب، قد نكون سببا في طلاق أو تشتت أسرة أو حرقة قلب أم، أو سببا في عقوق ابن لوالديه. فلنتلطف بمن حولنا ليلطف الله بنا، فلو أن أحدهم تعامل بلطف مع أم تلك الطيور الصغار (لما مات الصغار جوعا).