ربما يقول قائل وهل كانوا على طريق سوي قبل هذه التغيرات والجواب أنهم أفضل حالا، وما كانوا عليه من أخطاء فهو مما تختلف فيه الثقافات والأعراف والأديان، ولكنها ليست مما تتفق عليه هذه المرجعيات على خطئها وبطلانها وهنا الفرق.. ودعوى أنهم أحرارا في ذلك أو أن مساندتهم هم لتلك الدعوات يعتبر من دعم حرية التعبير أو الرأي فغير صحيح، فالنسبية ليست مطلقة في هذه المواضيع حتى ولو كان الفعل الممارس لا يضر بالآخرين، فهل من حرية التعبير أن يدعو شخص لعدم النظافة الشخصية أو أكل ما يضر الإنسان أو العزوف عن الزواج والتحذير منه كمبدأ عام للبشرية يجب أن تنتهجه، أو ترك التربية السليمة للأبناء، أو الدعوة للجهل وعدم التعلم، وليس هذا فحسب بل دعم تلك التوجهات والسماح بوجود تكتلات لها وتمكينهم في الحياة بدعوى الحقوق، فهل هذه المواضيع يمكن أن يقر عليها الإنسان أخلاقا أو نظاما؟
فكذلك المثلية والشذوذ والتهجم على المقدسات علنا. ولذا فمن الأجدر أن يظهر خطاب عالمي موجه ضد هذه الدعوات بما في ذلك خطاب الدعوة الإسلامية في الغرب، الذي من الأجدر أن يتحول في هذه الفترة إلى تخطئة تلك الدعوات وفق الوسائل السلمية والعلمية فإن ذلك مما يخدم الدعوة.