فيما حذر عدد من المراكز المختصة، بما فيها مركز الوقاية ومكافحة الأمراض الأمريكي من أن الخضراوات الورقية، مثل الخس والسبانخ على سبيل المثال، تعد من أهم مصادر الغذاء الملوث والتسمم الغذائي، مطالبة بالاحتراس منها والحرص على التأكد من تنظيف الخضراوات بطريقة سليمة قبل تناولها، وشدد مدير الإرشاد الزراعي في فرع وزارة البيئة والزراعة والمياه في منطقة نجران على أن الورقيات التي يتم سقيها وريّها بالمياه الملوثة تعد الأكثر تعرضًا للإصابة بالجراثيم التي قد تسبب كثيرًا من المشاكل الصحية للإنسان وعلى الأخص أمراض المعدة، مؤكدًا أنه لا يوجد في المنطقة مزروعات تسقى بمياه ملوثة على الإطلاق، وعلى أن هناك جملة من الجولات الرقابية المستمرة والدائمة على جميع المزارع.

مصدر مهم

تعد معظم الورقيات (الخضراوات ذات الأوراق) مثل الخس والجرجير والكزبرة والبقدونس والنعناع من أهم مصادر إصابة معدة الإنسان بالجراثيم، وهي تسبب عددًا من المشاكل الصحية والأمراض، وتلعب قلة الرقابة والإهمال في متابعة محلات البيع في أسواق الخضرة، وكثرة انتشار البسطات العشوائية في الطرقات والأحياء من أسباب انتشار الأمراض التي تصيب معدة الإنسان والتي تتطور لتصل إلى الخطورة القصوى.


ولعل رش بعض الخضراوات بالمبيدات والكيماويات يسبب بدوره مضاعفات سلبية على صحة الإنسان، وهي تجتمع جنبًا إلى جنب مع ري بعض الخضراوات بالمياه الملوثة لتزيد من المتاعب التي تسببها تلك الخضراوات.

المياه الملوثة

أكد مدير الإرشاد الزراعي بفرع وزارة البيئة والزراعة والمياه بمنطقة نجران، حسين آل قدرة، أن الورقيات التي تسقى بالمياه الملوثة تعد الأكثر تعرضًا للإصابة بالجراثيم المسببة للمشاكل الصحية للإنسان، وقال «ليس لدينا مزروعات تسقى بمياه ملوثة على الإطلاق، ولدينا جولات رقابية على جميع المزارع، ونحن نحرص على خلو الخضراوات المنتجة في المنطقة من السموم والكيماويات التي قد تنشر الأمراض والجراثيم، وكل ما يؤثر على صحة الإنسان».

عمالة سائبة

أكد المزارع ناصر جلباب آل عباس أن الورقيات من أكثر الخضراوات عرضة للجراثيم، خصوصًا التي تقوم عمالة سائبة على بيعها، أو التي يبيعها عمال المزارع على بسطات عشوائية وعربات على جوانب الطرقات، وهي تكون عادة مكشوفة دون مراعاة للاشتراطات الصحية، وتباع دون رقابة، ودون حرص على عدم تلوثها بالأتربة والغبار والجراثيم، فيما يفترض أن تباع في أماكن مناسبة وباردة وبحافظات مبردة بأماكن مخصصة وبنظافة جيدة، وليس كما يُشاهد حاليًا، حيث تباع في الشوارع والأحياء وعلى جوانب الطرقات الرئيسة والفرعية.

تحذير عالمي

عالميًا، حذر مركز الوقاية ومكافحة الأمراض الأمريكي في تقرير له من أن الخضراوات الورقية، تعد من أهم مصادر الغذاء الملوث والتسمم الغذائي.

وأشارت البيانات التي ذكرها المركز في تقرير له إلى أن ما يقرب من 48 مليون أمريكي، وهو ما يمثل شخصًا واحدًا من بين كل 6، يتعرضون للتسمم الغذائي سنويًا لتشمل هذه التقديرات اضطرار ما يقرب من 128 ألف شخص إلى دخول المستشفى للعلاج، فيما يتوفى 2000 أمريكي كل سنة متأثرين بإصابتهم من التسمم الغذائي.

التسمم الغذائي

ثمة عدة أنواع للتسمم الغذائي منها:

ـ التسمم الغذائي الميكروبي: وتسبِّبه كائنات دقيقة «بكتيريا، فيروسات، فطريات، طفيليات» عن طريق السموم التي تفرزها هذه الجراثيم في الأغذية أو داخل الجهاز الهضمي للإنسان، أو نتيجة تكاثر هذه الجراثيم في الأطعمة.

ـ التسمم الغذائي الكيميائي: ويكون بواسطة المعادن الثقيلة «الزئبق والرصاص» أو بواسطة المبيدات الحشرية المستعملة في رشِّ الفواكه والخضراوات، أو بواسطة تلوث الطعام نتيجة رش المبيدات الحشرية بالمنزل، أو بواسطة المنظِّفات المنزلية والأدوية، كما يسبِّب تفاعل الأواني مع المواد الغذائية المحفوظة بها كالمعلبات وأواني الطبخ النحاسية بعضاً من أنواع التسمم الغذائي.

موسم الإصابات

ترتفع احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي في فصل الصيف، بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وزيادة نسبة تعرض الأغذية للتلف، خصوصًا وأن الجراثيم تتكاثر بشكل أسرع في الأجواء الدافئة والرطبة.

والتسمم الغذائي يعنى به تلك العلامات والأعراض التي يعانيها الإنسان بعد تناول أطعمة أو شرب ماء يحتوي على بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات أو سموم بكتيرية أو مواد كيميائية، وهو يصنف كخطر عالمي يهدد صحة المجتمع.

أعراض للتسمم الغذائي اضطراب المعدة

- الإسهال

- القيء

- الإسهال مع وجود دم في البراز

- آلام المعدة أو تقلصاتها المؤلمة

- الحمى

- الصداع

أعراض إضافية للتسمم الغذائي

- ضبابية الرؤية أو ازدواجها

- فقدان الحركة في الأطراف

- مشكلات في البلع

- إحساس بالوخز أو الخدر في الجلد

- تغيرات في طبيعة الصوت

- العطش الشديد أو جفاف الفم

- قلة البول أو انقطاعه

- الضعف الشديد والدوخة أو الدوار