تبيّن لعلماء آثار أن المدفون في مقبرة فخمة من العصر الحجري الحديث اكتشفت سابقًا في إسبانيا امرأة تبدو الأعلى شأنًا في المجتمع، لا ذكر، كما كان يعتقد سابقًا، فغيروا تاليًا التسمية المعتمدة من «رجل العاج» إلى «سيدة العاج»، فالبقايا البشرية القديمة كانت تشكل السبيل الوحيد لتأكيد جثة صاحبها، إلا أن سوء حفظ الهياكل العظمية يجعل الأمر صعب، إن لم يكن من المستحيل، تحديد الاختلافات البيولوجية بين الجنسين بالاعتماد على الشكل.

من هذا المنطلق بات درس الخصائص الجينية بديلاً يتزايد اعتماده لتحديد الجنس، لكن المشكلة أن هذه الطريقة محدودة، لأن الحمض النووي القديم يتحلل بسهولة.

وشرحت المعدة الرئيسية للدراسة مارتا ثينتاس بينا أن «رجل العاج» كان «فردًا مميزًا»، أراد الباحثون «تأكيد نوعه الاجتماعي»، ولجأ فريق عملها لهذا الغرض إلى عنصر مساعد مهم هو الأسنان المتحجرة، واستخدم تقنية جديدة لتحليل مينا الأسنان القديمة، التي تحتوي على كميات كبيرة من بروتين الأميلوجينين، وهذا الجين موجود على الكروموسومات الجنسية، مما أتاح التوصل إلى أن الميت المدفون ليس رجلاً بل امرأة.