أدخلت الصرخة الأولى للمولود الذي أبصر النور أمس وجعل عدد سكان العالم 7 مليارات، نحو 10 عواصم في صراع جديد حول من سيفوز منها بتسجيل الرقم الجديد. وبدأ كل من هذه العواصم وبينها بكين وموسكو ونيودلهي وإسلام أباد، التحضير لمخاطبة الأمم المتحدة لتحكم بينها، متجاهلة التحذير الذي أطلقه صندوق الأمم المتحدة للسكان أخيراً، من انفجار سكاني.

وسواء أحكمت الأمم المتحدة للفلبين بالطفلة دانيكا، أو لروسيا بالطفلين ألكساندر وبيتر، أو للهند بالطفلة نرجس، أو لسواها من الدول كالصين وباكستان واليونان وكمبوديا، فهل يحل ذلك مشكلات تواجهها الحكومات، والتي حذرت منها الأمم المتحدة، وأبرزها الانفجار السكاني وصعوبة إيجاد عمل لعدد كبير من الشباب والاحترار المناخي والجفاف والتوسع المديني غير المضبوط؟

وأمام هذه التساؤلات قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في مؤتمر صحفي : يجب عدم الاستخفاف ببلوغ سكان العالم سبعة مليارات نسمة.. أنهم يحتاجون إلى الغذاء والطاقة والعمل والتعليم والحقوق وحرية التعبير".

 



ما بين مانيلا، موسكو، نيودلهي، قبرص، بنوم بنه، إسلام أباد وبيجين، وعواصم عالمية أخرى عديدة، ثار جدل دولي أمس حول أي المدن أحق برمزية الفوز بإتمام تعداد سكان العالم 7 مليارات نسمة. يأتي ذلك في ظل امتناع الأمم المتحدة عن تحديد الفائز مسبقاً باللقب، على خلاف عام 1999، عندما بلغ عدد السكان ستة مليارات نسمة، واختيار المنظمة الدولية الطفل عدنان نيفيتش المولود في ساراييفو ليكون صاحب الحظ في إكمال تعداد سكان العالم لستة مليارات نسمة.

صمت المنظمة الدولية عن تحديد الفائز بإكمال تعداد سكان العالم 7 مليارات نسمة، ترافق مع إصرار الكثير من الدول إعلان أن سعيد الحظ ولد على أراضيها. ففي العاصمة الفلبينية مانيلا، أعلن أمس أن الطفلة دانيكا - ووزنها 2.5 كيلوجرام - ولدت قبل منتصف ليلة الأحد الاثنين بدقيقتين، وذلك في مستشفى حكومي للولادة في مانيلا، وأنها أتمت تعداد العالم 7 مليارات نسمة.

وكان وزير الصحة إنريك أونا وممثلة صندوق السكان التابع للأمم المتحدة في الفلبين يوجوتشي دانيلس في مقدمة المهنئين بولادة دانيكا في مركز خوسيه فابيلا الطبى. وقال أونا "لقد استقبلنا للتو الشخص رقم 7 مليارات في العالم".

وهنأ ممثلون عن الأمم المتحدة والدي المولودة الجديدة فلورانتي كاماتشو وكاميل دالورا وحملوا معهم قالب حلوى بالمناسبة. وقالت الأم في قاعة التوليد التي اجتاحها الصحفيون "إنها جميلة جدا. لا أصدق أنها رفعت عدد سكان العالم إلى سبعة مليارات نسمة". وحصلت دانيكا على منحة دراسية وحصل والداها على مبلغ من المال سيمكنهما من فتح متجر.

وفي موسكو، ذكرت تقارير أمس أن مدينتين روسيتين أعلنتا عن أحقية كل منهما في نسب الطفل رقم 7 مليارات في العالم وأنه ولد داخل حدودهما. حيث ولد الطفل ألكساندر في مدينة بتروبافالوفسك - كامتشاتسكي على ساحل المحيط الهادئ الروسية، مما يجعله أول طفل يولد فجر أمس ومن ثم يكون رقم 7 مليارات في العالم وفقا لوكالة أنباء إنترفاكس. إلا أن مسؤولين طبيين في مدينة كاليننجراد الساحلية على بحر البلطيق، سجلوا ولادة الطفل بيتر أليكسييفيتش نيكولاييف قبل ذلك بحوالي 17 دقيقة، مما يجعله يحمل رقم سبعة مليارات في تعداد سكان العالم، وفق ما ذكرت قناة تلفزيون روسيا 24. وتعتزم الحكومات المحلية في المدينتين إقامة احتفالات وتسليم جوائز لكل طفل. وقالت التقارير إن صحة الطفلين ووالدتيهما جيدة.

وفي السياق ذاته، أعلنت الهند ولادة الطفلة نرجس في قرية مول بولاية أوتار براديش، حسبما ذكرت منظمة "بلين إنترناشيونال" المعنية بحقوق الأطفال، التي استغلت المناسبة للفت أنظار العالم إلى اتساع الفجوة بين أعداد الإناث والذكور في الهند. ويجري إجهاض مئات الآلاف من الأجنة الإناث سنويا في الهند، رغم أن الإجهاض على أساس اختيار جنس المولود أمر غير مشروع، كما أن التعرف على نوع الجنين من خلال الأشعة فوق الصوتية غير مسموح به.

وبحسب تقارير إخبارية، سجلت حالات ولادة مشابهة، يعتقد أنها رفعت تعداد العالم إلى 7 مليارات نسمة، في كل من: الصين، باكستان، اليونان وكمبوديا، وقد عبر مسؤولون صحيون في تلك الدول عن عزم سلطات بلادهم مخاطبة الأمم المتحدة وتزويدها بالوثائق الخاصة بالمواليد، للتأكد من صاحب الحظ في إكمال تعداد سكان العالم 7 مليارات نسمة.

ويتوقع صندوق الأمم المتحدة للسكان أن يستمر النمو السكاني ليصل عدد سكان العالم إلى 9.3 مليارات في عام 2050 وليتجاوز العشرة مليارات بحلول نهاية القرن الحالي. وحذر التقرير من التحديات التي ستواجه الحكومات، مثل صعوبة إيجاد عمل للعدد الكبير من الشباب الذي سيدخل السوق. يضاف إلى ذلك الاحترار المناخي والجفاف والتوسع المديني غير المضبوط.