ولذلك صار هذا الموضوع من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة، يذكرونه في كتب العقائد، مخالفين به الفرق المارقة كالخوارج ونحوها.
يقول الطحاوي (238 - 321هـ) في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: «ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله، عز وجل، فريضة ما لم يأمروا بمعصية وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة... ونرى الجماعة حقاً وصواباً والفرقة زيغاً وعذاباً».
ويجب أن يعلم: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، إنما أمر بتعظيم ولاة الأمور، وتوقيرهم، وعدم الخروج عليهم، لمصلحة الجميع.
لا كما يظن قصار النظر أن المستفيد من بيان حق ولي الأمر هم الحكام فقط، كلا، وإنما المستفيد الجميع: الراعي والرعية، بل المستفيد الأول هم الرعية، لأن الولاة يخدمونهم، ويسهرون على راحتهم وأمنهم، ويحملون عنهم الحمول الثقيلات، ويدفعون عنهم الأعداء... إلى آخر المهام العظيمة التي يقوم بها الولاة من أجل صالح الرعية، وهذا ما يجعل حقهم على الرعية عظيما، وهذا هو السبب في توكيد النصوص الشرعية على القيام بهذا الحق العظيم.