دخلت التهدئة الميدانية المتبادلة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية حيز التنفيذ صباح أمس. وتواصلت الجهود المصرية الرامية للسيطرة على الوضع بعد التصعيد الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين غالبيتهم من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بقصف صاروخي، فيما قتل إسرائيلي واحد عقب إصابته بشظايا صاروخ أطلق من غزة.

وكانت الفصائل الفلسطينية قد ردت على العدوان بإطلاق 10 صواريخ في ساعات ليل أول من أمس، ولم تتمكن القبة الحديدية الإسرائيلية من اعتراض سوى صاروخ واحد من طراز جراد، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في تل أبيب عن جدوى هذا النظام الذي أنفقت عليه أموالا طائلة بدعم أميركي لاعتراض الصواريخ.

وتوعد وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان بالرد الحاسم على إطلاق الصواريخ من غزة، وقال "إسرائيل لا تسعى لمواجهة مع الفلسطينيين ولا تريد تصعيد الموقف الحالي، إلا أنها لن تسمح بقصف بعد قصف دون رد وإذا استمرت نيران الصواريخ سيكون هناك رد فوري خلال أيام". وبدوره دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاؤول موفاز إلى "استهداف قادة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وضرب البنى التحتية هناك بشكل متواصل".

وكانت إسرائيل قد قصفت ـ فجأة وبدون سابق إنذار ـ موقع تدريب في غزة يتبع للجهاد الإسلامي ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم أحد القياديين، وتواصل القصف طوال الليل وحتى ساعات صباح أمس ما رفع عدد الشهداء إلى تسعة.

ودانت جامعة الدول العربية التصعيد الإسرائيلي، وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح "ندين هذا التصعيد الدموي الخطير بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والعدوان على قطاع غزة وسقوط عدد من الشهداء هناك، ونستنكر قصف طائرات الاحتلال لتجمعات المواطنين وللمناطق السكنية في مختلف مناطق القطاع".