وقال الكرملين إنه توصل إلى اتفاق يقضي بأن ينتقل بريغوجين إلى بيلاروسيا، ويتلقى عفوًا مع جنوده. ولم يرد تأكيد لمكان وجوده، على الرغم من أن قناة إخبارية روسية شهيرة على Telegram ذكرت أنه شوهد في فندق في العاصمة البيلاروسية مينسك. في حين ذكرت وسائل إعلام روسية أن تحقيقا جنائيا ضد بريغوجين استمر، وطالب بعض المشرعين برأسه.
مطالب العقوبة
دعا العديد من المشرعين الروس إلى وضع لوائح صارمة للشركات العسكرية الخاصة بموجب قانون جديد سيتم النظر فيه، بينما جادل البعض بشأن ضرورة معاقبة بريغوجين.
وقال أندريه غوروليف، وهو جنرال متقاعد وعضو في البرلمان على خلاف مع زعيم المرتزقة، إن بريغوجين، وساعده الأيمن دميتري أوتكين، الضابط العسكري السابق الذي يدير شركة فاغنر، يستحقان «رصاصة في الرأس».
وأضاف: «أعتقد اعتقادا راسخا أنه يجب إعدام الخونة في زمن الحرب».
قبل الانتفاضة، انتقد بريغوجين شويغو وفاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة، بإهانات بذيئة لعدة أشهر، وهاجمهما لفشلهما في تزويد قواته بالذخيرة الكافية في أثناء القتال من أجل السيطرة على بلدة باخموت الأوكرانية، أطول معركة حرب وأكثرها دموية.
قضية جنائية
لم يكن من الواضح ما الذي سيحدث في النهاية لبريغوجين وقواته بموجب الاتفاق الذي يُزعم أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو توسط فيه. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين أعطى كلمته بالسماح لبريغوجين بالذهاب إلى بيلاروسيا.
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن مصادر مجهولة في مكتب المدعي العام قولها أن القضية الجنائية ضده لم تغلق، على الرغم من تصريحات الكرملين السابقة. ونشرت وكالة أنباء «إنترفاكس» تقريرا مماثلا.
وإذا استمرت القضية، فإن وجود بريغوجين في بيلاروسيا - الحليف القوي للكرملين - لن يوفر له حماية تذكر ضد الاعتقال والتسليم.
انتهاء المكافحة
أعلن رئيس بلدية موسكو إنهاء «نظام مكافحة الإرهاب» المفروض على العاصمة، عندما أقامت القوات والعربات المدرعة نقاط تفتيش في الضواحي، ومشطت السلطات الطرق المؤدية إلى المدينة.
وجاء مقطع الفيديو الخاص بوزارة الدفاع لشويغو في الوقت الذي تكهنت فيه وسائل الإعلام الروسية بأنه وقادة عسكرين آخرين فقدوا ثقة بوتين، ومن الممكن استبدالهم.
وظهر شويغو بالمقطع في طائرة هليكوبتر، ثم التقى الضباط في مقر عسكري بأوكرانيا. وتم بث الفيديو على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك التليفزيون الحكومي.
بينما لم يظهر على الملأ الجنرال فاليري جيراسيموف، وهو أيضًا هدف رئيسي لغضب بريغوجين.
خطوة يائسة
رأى بعض المحللين أن تمرد بريغوجين خطوة يائسة لإنقاذ فاغنر من التفكيك، بعد أمر بتوقيع جميع الشركات العسكرية الخاصة عقودًا مع وزارة الدفاع بحلول الأول من يوليو.
وقالت المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا إن تمردها «لم يكن محاولة للسلطة أو محاولة لتجاوز الكرملين»، ولكنه تحرك يائس وسط الخلاف المتصاعد مع القيادة العسكرية الروسية.
وكتبت في تعليق على «تويتر»: «أُجبر بريغوجين على الخروج من أوكرانيا، ووجد نفسه غير قادر على دعم فاغنر بالطريقة التي كان يفعلها من قبل، بينما كانت أجهزة الدولة تنقلب ضده».
في حين يعود الخلاف بين بريغوجين والجيش إلى سنوات عند التدخل العسكري الروسي في سوريا، حيث كانت قوات فاغنر نشطة أيضًا.
متابعات:
أوكرانيا
ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «مسار الأعمال العدائية والعمليات الجارية في روسيا»، وحثا على ممارسة المزيد من الضغط على روسيا، لاستعادة حدود أوكرانيا.
قال البيت الأبيض إن الزعيمين ناقشا الهجوم المضاد لأوكرانيا، وإن بايدن أعاد تأكيد الدعم الأمريكي الثابت من خلال استمرار المساعدات الأمنية والاقتصادية والإنسانية.
أمريكا
قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إن محاولة التمرد، وانتقاد زعيم فاغنر المنفي الآن غزو روسيا لأوكرانيا «يخلقان مزيدًا من الشقوق في الواجهة الروسية».
أكد أن الآثار طويلة المدى لمسيرة قوات فاغنر، التي تم التخلي عنها الآن، على موسكو سوف تستغرق وقتًا لتقييمها، وأنها تنذر بمزيد من المتاعب.
الصين
توجه دبلوماسي روسي كبير إلى بكين، لإجراء محادثات مع الحكومة الصينية، بعد إخماد تمرد قائد مرتزقة روسي.
قالت وزارة الخارجية الصينية إن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو التقى وزير الخارجية الصيني تشين جانج، لمناقشة «القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك».
روسيا
لا توجد حتى الآن أي تقارير عن وصول زعيم المرتزقة يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا، بعد أن توصل إلى اتفاق مع الكرملين على الذهاب إلى المنفى، وإنهاء تمرده.
ظلت العديد من الأسئلة الأخرى دون إجابة، بما في ذلك ما إذا كان سينضم لبريغوجين فى المنفى أي من قوات مجموعة فاغنر؟ وما هو الدور، إن وجد، الذي قد يلعبه هناك؟.