كشف مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية عبدالله اللحيدان عن أحد مواقف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – المتمثلة في أعماله الدعوية خلال حرب الخليج الثانية حين أمر بتوزيع المصاحف والنشرات التعريفية عن الإسلام وإرسال الدعاة إلى أماكن تواجد الجنود الأميركيين في أرض المعركة.

جاء ذلك خلال محاضرة عن "مآثر ومواقف الأمير سلطان بن عبد العزيز"، في أدبي الشرقية مساء أول من أمس، أدارها رئيس النادي محمد بودي، وشارك فيها القاضي في محكمة الاستئناف ونائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقية يوسف العفالق، ومدير مكتب أمير المنطقة الشرقية الكاتب في جريدة اليوم حسن الجاسر، إضافة إلى اللحيدان.

وأكد اللحيدان أن الراحل أراد أن يقدم أنموذجا مختلفا للعمل الخيري الفردي والدعوي الذي لا يغيب بموت صاحبه، حينما وضع كل أعماله الخيرية تحت غطاء مؤسسة ناظمة، وقادرة على أداء رسالتها الإنسانية في حياته وبعد مماته، وصيغة العمل المؤسسي هي ما كان ينقص الكثير من تلك الأعمال الخيرية التي يديرها الأفراد لتستمر كصدقة جارية عوضا عن أن تختفي برحيل القائم عليها.

من جانبه، أبرز العفالق جهود سموه في مجال العمل الخيري التي امتدت إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم بدعمه لبعض المشاريع الدولية والمراكز، موضحا أن الأعمال الخيرية لا تنحصر فقط فيما تقدمه الجمعيات الخيرية، بل هنالك كثيرون يتصدون للعمل الخيري بشكل فردي طيلة حياتهم، لكن معظم هذه النشاطات الإنسانية الفردية غالبا ما تختفي برحيل أصحابها.

وقال "لهذا أعتقد أن من بين أهم المآثر الكثيرة التي تركها الأمير سلطان بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أنه بادر بالعمل الخيري على المستوى الفردي، مع توجيهه إلى تبني تلك الأعمال النوعية، التي لا تتوقف عند حد معالجة قضايا المأكل والمشرب والمسكن، وإنما تتعداها إلى ما هو أبعد، وذلك من خلال إنشاء مؤسسة الأمير سلطان للأعمال الخيرية".

وتحدث الجاسر عن دور الأمير سلطان في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع من خلال صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة، الذي يعتبر أحد أبرز الإنجازات التي ارتبطت بشخص الأمير - رحمه الله -، إذ شارك بنصيب الأسد في دعم وتفعيل دور الصندوق عندما دعمه بـ 30 مليون ريال، وتبناه كمشروع تنموي يدعم المرأة السعودية، ليس فقط في المنطقة الشرقية بل على مستوى مناطق المملكة، مضيفا، أنهم يشعرون بفقده بالألم الكبير في أن تغيب ابتسامته وحديثه وتشجيعه، فقد كان - رحمه الله - الداعم الأول للصندوق، وكل برامجه كانت محل اهتمامه وسؤاله، ولم يكن الصندوق إلا نموذجا لحبه للخير وسعيه له، حتى وصفه أخوه ومرافقه في رحلة علاجه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بأن الأمير سلطان مؤسسة خيرية بذاته.

وركز الجاسر حول الدعم الكبير للقضايا الدينية والاجتماعية والعلمية، حيث كان ركناً من أركان القيادة والإدارة في المملكة، تشهد له جميع المناصب التي تولاها من عهد والده المؤسس الملك عبدالعزيز حتى وفاته - رحمه الله -.

من جانبه، قال بودي "إن سموه - رحمه الله - وبقلبه العامر بالحنان كانت له أياد بيضاء في حقول العمل الإنساني، حيث أحاط برعايته الأبوية ملايين المستضعفين في معظم دول العالم من خلال مؤسساته ولجانه، ومن ضمنها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بدعمه المتواصل في مجال الخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية والتنموية".

وفي ذات السياق، نظم نادي أبها الأدبي مساء أول من أمس محاضرة بعنوان "بعض مآثر سلطان الخير في عسير" قدمها عضو مجلس الشورى عضو مجلس إدارة الخطوط السعودية، عبدالله أبوملحة، وأدارها الدكتور أحمد يحيى آل فائع، بقاعة الملك فهد للمحاضرات بالنادي.

وتحدث أبوملحة عن جوانب متعددة من مشاريع الأمير سلطان في عسير، إضافة للمشروع الصناعي ومشاريع مراكز النمو والإسكان، متطرقا إلى اهتمامه بالمدينة العسكرية بخميس مشيط ودعمه ومساعدته لكل محتاج، كمساعداته في الديات لعتق الرقاب من القصاص وكذلك دعم رجال الأعمال بالمنطقة.