مع التوسع وازدياد استيراد خلايا النحل، وتعرض مناحل عسل محلية تحتوي على خلايا بها طوائف ضعيفة (محلية) في مناطق ومحافظات المملكة في الآونة الأخيرة إلى هجوم «شرس» من نحل ينتمي إلى طوائف قوية «مستوردة» بغرض سرقة محتوياتها الغذائية، على الأخص «العسل»، وتسجيل حالات نفوق «إبادة» كثير من أفراد النحل، نتيجة القتال الدائر بين الطائفتين، حدد أكاديميون وخبراء ونحالون، مسافة لا تقل عن 4 كيلومترات، كحد أدنى بين الطوائف القوية ونظيرتها الضعيفة لإيقاف إبادة «قتل» النحل وسرقات العسل بين المناحل المحلية والمستوردة.

ممارسات خاطئة

أوضح خبراء وأكاديميون أن النحل يكون في هذه الفترة جائعاً أثناء عمليات النقل من موقع إلى أخرى، وهذا يعود إلى الممارسات الخاطئة في أعمال التسكين للطوائف، حيث يشترط تسكين تلك الطوائف المرزومة في أماكن بعيدة أو مناحل مخصصة لتسكين تلك الطوائف حتى لا تحدث عملية السرقة بين الطوائف، مشيرين إلى أن هذا يعتمد على ثقافة وإدارة النحال لعمليات النقل أثناء المواسم، فالسرقة تعد من العمليات والسلوكيات المجتمعية لطوائف النحل في المناحل خاصةً المزدحمة، وهي عرضة للتقاتل فيما بينها عندما تكون الطوائف ضعيفة، ولا تستطيع السيطرة على الهجوم من نحل الطوائف الأخرى سواءً بلدية أو مستوردة.


ارتباك داخل الطائفة

أكد الدكتور سعد القحطاني «أستاذ علم العسل والمناحل» على ضرورة بذل جهد كبير من النحال لإيقاف الهجوم الذي عادة ما تكون أسبابه ضعف الطوائف وقلة إنتاجها وتعرضها للإصابة بالآفات الأخرى، وسهولة انتقال وانتشار الأمراض بين الطوائف المصابة والسليمة، وارتباك العمل داخل الطائفة.

ويكثر الهجوم في الأوقات التي يقل فيها رحيق الأزهار، وعند كثرة فتح الخلايا بجوار بعضها بعضا، وعند إجراء التغذية الصناعية.

حتى تفنى

بين القحطاني أن من علامات حدوث الهجوم والسرقة وجود حركة غير عادية أمام مدخل الخلية، وسماع طنين مستمر مخالف للحالات العادية، نتيجة هياج النحل «الحارس»، واشتباك النحل «الحارس» مع النحل السارق، ويظهر بعض أفراد النحل بلون أسود أمام مدخل الخلية، نتيجة فقده الشعر في القتال، وسقوط بعض النحل السارق أمام المدخل نتيجة ثقل وزنه وامتلاء حوصلته بالعسل، وعند وصول النحل «السارق» لخليته، فإنه يفرغ حوصلته، ويشجع بقية أفراد طائفته على مهاجمة الطائفة الضعيفة حتى تفنى، ويلاحظ بعض بقايا الشمع والعسل على لوحة الطيران، وطيران النحل «السارق» بحالة مضطربة أمام مدخل الخلية، وتشابك النحل «السارق» مع بعضه بعضا على هيئة عناقيد.

طارد للنحل السارق

أضاف القحطاني أنه «يمكن مقاومة الهجوم والسرقة، وتعليق مدخل الخلية المسروقة بالحشائش الخضراء، وتركها كذلك لليوم التالي، ويترك نحل الخلية ليضع منفذ له بين الحشائش، ووضع قطعة من القماش المبللة بحامض (الكربولتيك) المخفف أمام المدخل، ليعمل كطارد للنحل السارق، ويرش النحل السارق بمحلول مخفف من الماء والملح، وعند اشتداد الهجوم والسرقة، تنقل الخلية من مكانها إلى مكان آخر في المنحل مع مراعاة وضع خلية فارغة مكانها، ويوضع بها ماء وملح، وعند تذوق النحل، فإنه يمتنع عن المهاجمة».

الجوع الشديد

من جانبه، أوضح مهندس متخصص في المناحل والعسل، أن بعض أنواع النحل «شرس»، ويسرق العسل وحبوب اللقاح، وكثير من النحالين يشتكون من النحل المستورد.

وبرر الهجوم بالجوع الشديد الذي يجبر النحل على ممارسة السرقة، مسديا النصح بتقوية النحل بالتغذية، وتوفير مصادر حبوب اللقاح حتى لا يلجأ إلى الهجوم على الخلايا الأخرى.

تكتل النحل

أشار أحمد السيف «نحال» إلى أن حوادث الهجوم والسرقة تحدث عندما يكون عدد الخلايا أكبر من حجم ومساحة المرعى، أو تكتل النحل في منطقة دون أخرى، فيجب مراعاة توزيع عدد النحل على حسب طول وعرض المساحة الرعوية، وعزل كل خلية على حدة، موضحًا أن من بين أسباب نفوق النحل بشكل كبير تعرضه للرش بالمبيدات الحشرية والكيماوية، أو تعرضه للإصابة بمرض أو تعرضه لعدوى أو ارتفاع درجة الحرارة.